زراعة الشعر
مثل الشباب والصحة الجيدة فإن معظمنا يأخذ مظهرنا كأمر مسلم به حتى نفقده. والأمر نفسه ينطبق على الشعر، إذ لا ندرك أهميته لمظهرنا وثقتنا إلا عندما نفقد شعر فروة الرأس. لحسن الحظ يمكن أن تساعدنا عملية زراعة الشعر على استعادة رأس مليء بالشعر. إذا كان ترقق شعرك باستمرار أو الصلع يقلقك فيمكن أن يكون هذا الإجراء طريقة رائعة لجعلك تشعر بمزيد من الثقة بنفسك ومظهرك. لكن قبل المضي قدماً بأي علاج فإن عليك التحدث مع طبيبك حول كل ما يمكنك توقعه أثناء وبعد عملية زرع الشعر.
إذا كان تساقط الشعر الشديد أو ترققه يتسبب لك بمعاناة فإن العديد من خيارات العلاج يمكن أن تساعدك على استعادة ثقتك بنفسك. وإن كنت قد جربت علاجات مختلفة لكنها فشلت في إظهار أية فوائد فعليك التحدث إلى طبيبك. وإذا رأى طبيبك أن عملية زرع الشعر تناسبك وكان يعتقد أنه من المحتمل أن تتحقق النتائج المثلى لك فقد تكون هذه عملية تستحق أخذها بعين الاعتبار.
ما هي زراعة الشعر؟
زراعة الشعر أو زرع الشعر أو استعادة الشعر الطبيعي هي جراحة تجميلية يقوم فيها الجراح بنقل الشعر من منطقة ذات شعر جيد إلى منطقة صلعاء أو خفيفة الشعر على الرأس. عادةً ما يقوم الجراح بنقل الشعر من جانب رأسك أو مؤخرته ويضعه في مقدمة أو أعلى رأسك. وعادةً ما يقوم الطبيب بإجراء عملية زراعة الشعر في عيادة طبية تحت تأثير التخدير الموضعي.
ما هي العوامل التي تعزز تساقط الشعر؟
يسبب تساقط الشعر كثيراً من القلق بين الأفراد المصابين به. وهذا يشمل نسبة كبيرة من الناس تصل إلى 85% من الرجال و40% من النساء، ويزداد حدوثه مع تقدم العمر لكلا الجنسين. ورغم وجود أسباب مختلفة لتساقط الشعر إلا أن السبب الأكثر شيوعاً هو الثعلبة الأندروجينية (AGA)، وهو نمط تساقط شعر حساس للأندروجين يؤثر على كل من الذكور والإناث.
فيما يلي أسباب تساقط الشعر:
- العوامل الوراثية – عادةً ما يكون نمط الصلع الوراثي هذا مسؤولاً عن غالبية تساقط الشعر، وهذا يأتي من مورثاتك.
- الجنس
- العادات الغذائية
- مستويات التوتر
- أمراض مختلفة
- عدم التوازن الهرموني
- أدوية مختلفة
الأشخاص الذين يمكنهم الخضوع لعملية زراعة الشعر
زراعة الشعر يمكن أن تحسن المظهر وكذلك الثقة بالنفس. والأشخاص الذين بإمكانهم إجراء هذه العملية هم من تنطبق عليهم شروط زراعة الشعر، أي هم الأشخاص:
- الذين يعانون من تزايد درجات الصلع وأنماطه
- المنزعجون من الشعر الخفيف أو الذين فقدوا بعض الشعر نتيجة صدمة أو حروق أو إصابة في فروة الرأس
- الذين يريدون تغيير لون شعرهم – مثل الانتقال من الشعر الفاتح إلى الشعر الداكن أو بالعكس.
ومع هذا فإنه لا يتم إجراء زراعة الشعر إلا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاماً.
الأشخاص الذين ينبغي ألا يخضعوا لعملية زراعة الشعر
للأسف فإن هناك بعض الحالات التي لا يتم فيها إجراء عملية زراعة الشعر لأنها لا تعطي نتائج جيدة. وهذا يشمل النساء اللواتي يعانين من تساقط الشعر الشديد في جميع أنحاء فروة الرأس والأشخاص الذين ليست لديهم مواقع ”مانحة“ كافية للجراح لاستخلاص الشعر من أجل الزراعة والأشخاص الذين يميلون لتشكُّل ندوب ليفية سميكة بعد الإصابة أو الجراحة مثل ندبة الجدرة.
بالإضافة إلى هذا فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الفقاع والبهاق والذين يعانون من تساقط الشعر بسبب بعض العلاجات مثل أدوية العلاج الكيميائي وكذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ من المشاكل النفسية لا يمكنهم الخضوع لعملية زراعة الشعر. وأخيراً فإن بعض المرضى لا يتمتعون بصحة جيدة بما يكفي لإجراء العملية. فالمريض الذي يعاني مثلاً من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو اضطراب النزيف أو داء السكري غير المسيطر عليه ليس مرشحاً جيداً لهذا الإجراء.
ماذا يحدث خلال عملية زراعة الشعر؟
بعد تنظيف فروة رأسك بعناية يقوم الجراح بتخدير أماكن زراعة الشعر بمخدر موضعي باستخدام إبرة صغيرة. وبعد ذلك يقوم باستخلاص بصيلات الشعر للزراعة. والطريقتان الأساسيتان المستخدمتان للحصول على البصيلات هما
زراعة الشعر بالشريحة (FUT)
في هذه الطريقة يستخدم الجراح مشرطاً لعمل شقوق بطول عدة بوصات على فروة الرأس ويقطع جزءاً من الجلد من مؤخرة الرأس. ثم يتم إغلاق الشق الجراحي باستخدام الغرز.
الخطوة التالية هي عزل الجزء الذي تمت إزالته من فروة الرأس وفصله إلى عدة أجزاء صغيرة تسمى الطعوم باستخدام سكين جراحية حادة وعدسة مكبرة. وعند زراعتها فإن هذه القطاعات تساعد في تحقيق نمو شعر طبيعي المظهر. هناك نوعان رئيسيان من الطعوم:
- الطعوم الخطية والتي تتكون عادةً من 4 إلى 10 شعيرات لكل طعم
- الطعوم الدقيقة والتي عادةً ما تتضمن شعرة واحدة إلى شعرتين لكل طعم. وهذا يعتمد على درجة التغطية المطلوبة.
تتمثل مزايا طريقة الشريحة على طريقة الاقتطاف في أنها تستغرق وقتاً جراحياً أقصر ومعدل ضياع أقل (قص عرضي أو إتلاف بصلة الشعر) كما أنها أقل إجهاداً وتستغرق وقتاً أقل.
زراعة الشعر بالاقتطاف (FUE)
في عملية زراعة الشعر بالاقتطاف يتم إجراء مئات إلى آلاف الشقوق الصغيرة في الجزء الخلفي من الرأس ويتم استخراج بصيلات الشعر مباشرةً. وبعد ذلك يَستخدم الجراح شفرة أو إبرة لعمل ثقوب صغيرة في منطقة فروة رأسك التي تتم فيها زراعة الشعر ويضع الشعر بسلاسة في هذه الحفر. قد يقوم الطبيب بزرع مئات أو حتى آلاف الشعرات في جلسة علاج واحدة.
بعد زراعة الطعوم ستقوم الضمادات أو الشاش بحماية فروة رأسك وتغطيتها لبضعة أيام. يمكن أن تستغرق جلسة زراعة الشعر ما يصل إلى 4 ساعات أو أكثر. وتتم إزالة الغرز بعد حوالي عشرة أيام من الجراحة. بعض مزايا زراعة الشعر بطريقة FUE على FUT تتضمن ما يلي:
- عدم وجود تندب مرئي على المنطقة المانحة
- زيادة عدد الطعوم التي يمكن حصادها
- لا تتأثر المنطقة المانحة كثيراً من حيث مرونة الجلد وكثافة الشعر
- آلام ما بعد الجراحة ووقت الشفاء أقل أيضاً
قد يلزم ما يصل إلى ثلاث أو أربع جلسات لتحقيق امتلاء شعر الرأس الكامل المطلوب. والمدة الزمنية بين الجلسات هي عدة أشهر وذلك للسماح لكل عملية زرع بالشفاء تماماً.
ماذا يحدث بعد زراعة الشعر؟
قد تصبح فروة الرأس حساسة للغاية بعد إجراء عملية زراعة الشعر. بالإضافة إلى وضع الضمادات لبضعة أيام قد يصف الطبيب مسكنات ألم ومضادات حيوية وأدوية مضادة للالتهابات وذلك لمنع الإنتان والتورم. وقد يصف الأطباء أيضاً أدوية تساعد على نمو الشعر مثل مينوكسيديل (روجين) أو فيناسترايد (بروبيكيا). والهدف من وصف هذه الأدوية ليس تعزيز وتحسين إعادة نمو الشعر فحسب بل أيضاً المساعدة في إبطاء أو وقف تساقط الشعر في المستقبل.
بإمكان معظم الأفراد أن يعودوا إلى العمل بعد بضعة أيام من العملية. يتساقط الشعر المزروع بعد حوالي أسبوعين إلى 3 أسابيع من العملية مما يسمح بنمو شعر جديد. سيلاحظ معظم الأشخاص نمو شعر جديد خلال 8 أشهر إلى 12 شهراً بعد العملية.
المضاعفات المرتبطة بزراعة الشعر؟
الآثار الجانبية لزراعة الشعر طفيفة بشكل عام وتختفي في غضون أسابيع قليلة. وهي تشمل:
- ألم أو نزيف أو تورم في فروة الرأس
- إنتان في مكان الزرع أو المنطقة المانحة أو التهاب الجريبات (التهاب أو إنتان في بصيلات الشعر)
- كيس فوق الجافية
- كدمات حول العينين
- قشرة تتشكل في مناطق فروة الرأس التي تم استخلاص الشعر منها أو زرعه فيها
- خدر في المناطق المعالجة من فروة الرأس
- حكة
- تساقط الشعر المزروع بشكل مؤقت
- شعر غير طبيعي المظهر
كيف هي نتائج زراعة الشعر على المدى الطويل؟
غالباً ما يتساقط الشعر بعد الزراعة. لكن الشعر الجديد سينمو مرة أخرى في بصيلات الشعر المزروعة. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يكون بإمكانك مشاهدة نمو الشعر الجديد. تعتمد كمية ونجاح تغطية الشعر في المنطقة المعالجة على عدد بصيلات الشعر التي تظل سليمة بعد الزراعة. حيث يمكن أن يظهر الشعر الجديد أكثر أو أقل كثافة حسب ما يلي:
- تحمل فروة الرأس
- كثافة بصيلات الشعر في المنطقة المزروعة
- مرونة فروة رأسك
- جودة الشعر وكون الشعر مجعداً
- تساقط الشعر – وهذا يمكن أن يحدث إذا توقفت عن تناول الأدوية مثل مينوكسيديل أو فيناسترايد.
بشكل عام فإن مناقشة النتائج المتوقعة مع جراحك أمر ضروري لتشكيل توقعات واضحة لعملية زراعة الشعر.
هل عملية زراعة الشعر مؤلمة؟
الخبر السار هو أن عملية زراعة الشعر خالية من الألم.
في بداية الإجراء يتم تخدير جزء فروة رأسك الذي سيعمل عليه الجراح باستخدام حقنة مخدر موضعي. وبالنتيجة لن يتكون لديك شعور بأي ألم أثناء العملية باستثناء القليل من الضغط أو بعض الإحساس بالحركة.
لكن أثناء فترة التعافي قد يتشكل لديك شعور بالألم أو عدم الراحة في نقاط الشق وذلك لأن جسمك يبدأ بالتعافي والشفاء. ومن المرجح أن يناقش طبيبك الأفكار الأكثر ملاءمة للسيطرة على الألم وكذلك الطرق الأخرى لتقليل مخاطر الآثار الجانبية الضارة.
هل زراعة الشعر تستحق العناء؟
عملية زراعة الشعر ممتازة للأشخاص الذين لا يستفيدون من العلاجات التقليدية والذين بإمكانهم تحمل التكلفة العالية لهذا العلاج. لدى عملية زراعة الشعر مخاطر أقل بالمقارنة مع العمليات الجراحية الأخرى؛ ومع ذلك فهناك دائماً احتمال لأن يكون نمو شعرك في حده الأدنى.
لكن إن كان يهمك الخضوع لهذا الإجراء وإن كان دكتورك قد أوصى به أو كانت إيجابياته المحتملة أكثر أهمية من التكاليف والمخاطر فإن عملية زراعة الشعر تستحق العناء بالتأكيد.