ما هو الحول؟
الحول المعروف باسم ”العيون المتقاطعة“ أو ”انحراف العين“ أو ”عدم محاذاة العينين“ هو حالة بصرية تتميز باختلال محاذاة العينين. في الأشخاص الذين يعانون من الحول لا تتم محاذاة العينين بشكل صحيح ولا تعملان معاً للتركيز على شيء ما.
أنواع الحول
هناك عدة أنواع من الحول بما في ذلم:
- الحول الإنسي: في الحول الإنسي أو الداخلي تتجه إحدى العينين أو كلتاهما إلى الداخل باتجاه الأنف. وهو الشكل الأكثر شيوعاً للحول عند الرضع والأطفال الصغار.
- الحول الوحشي: يتميز الحول الوحشي أو الخارجي باتجاه إحدى العينين أو كلتيهما إلى الخارج بعيداً عن الأنف. ويُعرف أيضاً باسم ”الحول المتباعد“.
- الحول الفوقاني: يشير الحول العلوي أو الفوقاني إلى انحراف إحدى العينين إلى الأعلى بينما تحافظ العين الأخرى على استقامتها. وهو أقل شيوعاً من الحول الإنسي والحول الوحشي.
- الحول التحتاني: ينطوي الحول التحتاني على انحراف إحدى العينين نحو الأسفل بينما تحافظ العين الأخرى على نظرتها بشكل مستقيم. مثل الحول الفوقاني فهو أقل شيوعاً من الحول الإنسي والحول الوحشي.
- الحول المتناوب: يحدث الحول المتناوب عندما تنتقل العين المنحرفة بين العين اليسرى واليمنى. على سبيل المثال قد تتجه إحدى العينين إلى الداخل في بعض الأحيان بينما تتجه العين الأخرى إلى الخارج في أوقات أخرى.
- الحول الأحادي: يشير الحول الأحادي إلى حالة تكون فيها عين واحدة فقط غير محاذية بينما تحافظ العين الأخرى على المحاذاة الصحيحة.
- الحول الثنائي: يشير الحول الثنائي إلى الحالة التي تكون فيها كلتا العينين غير محاذيتين أو لا تتم محاذاتهما بشكل صحيح.
من المهم ملاحظة أن هذه تصنيفات عامة ويمكن أن تختلف حالات الحول الفردية من حيث شدتها وتكرار اختلال المحاذاة والأعراض المرتبطة بها.
أعراض الحول
يمكن أن تختلف أعراض الحول تبعا لنوع وشدة اختلال العين. وفيما يلي بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بالحول:
- العيون المتقاطعة أو غير المتحاذية: أكثر أعراض الحول وضوحاً هو عدم محاذاة العينين بشكل واضح. فقد تتجه إحدى العينين إلى الداخل أو الخارج أو الأعلى أو الأسفل بينما تحافظ العين الأخرى على النظرة المستقيمة.
- الرؤية المزدوجة: عندما تكون العينان غير متحاذيتين قد يتلقى الدماغ مدخلات بصرية متضاربة من كل عين مما يؤدي إلى الرؤية المزدوجة. ويمكن أن يكون هذا أكثر وضوحاً عند النظر إلى الأشياء عن قرب أو عن بعد.
- تعب العين أو إجهادها: يمكن أن يتسبب الحول في عمل عضلات العين بجهد أكبر للتعويض عن اختلال المحاذاة مما يؤدي إلى تعب العين أو إجهادها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانزعاج أو الصداع أو الألم حول العينين.
- ضعف إدراك العمق: إن محاذاة العينين الصحيحة أمر بالغ الأهمية لإدراك العمق الدقيق. وفي حالة الحول يمكن أن يؤثر عدم المحاذاة على إدراك العمق مما يجعل من الصعب الحكم على المسافات بدقة.
- تضييق أو إغلاق عين واحدة: قد يقوم بعض الأشخاص المصابين بالحول بتضييق أو إغلاق عين واحدة لمحاولة تحسين رؤيتهم أو تقليل الرؤية المزدوجة.
- ضعف حدة البصر في عين واحدة: في بعض الحالات يمكن أن يؤدي الحول إلى حالة تسمى ”العين الكسولة“. فقد يقوم الدماغ بتجاهل المدخلات البصرية من العين المنحرفة مما يؤدي إلى ضعف الرؤية في تلك العين.
من المهم ملاحظة أن بعض الأفراد المصابين بالحول قد لا يعانون من أعراض ملحوظة وخاصةً إذا كان اختلال المحاذاة متقطعاً أو خفيفاً. ومع ذلك حتى في مثل هذه الحالات ما يزال من المهم طلب التقييم والعلاج من أخصائي العناية بالعيون لمنع المضاعفات المحتملة وتحسين النتائج البصرية.
أسباب الحول
يمكن أن تعزى أسباب الحول إلى عوامل مختلفة بما في ذلك مشاكل في عضلات العين أو السيطرة على أعصاب عضلات العين أو مشاكل في تفسير الدماغ للمعلومات البصرية. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة للحول:
- ضعف عضلات العين أو عدم توازنها: يمكن أن يحدث الحول عندما تكون العضلات التي تتحكم بحركة العين ضعيفة أو غير متوازنة. فإذا كانت إحدى عضلات العين أقوى أو أضعف من نظيرتها فقد يؤدي ذلك إلى اختلال محاذاة العينين.
- مشاكل متعلقة بالأعصاب أو الدماغ: يمكن أن يحدث الحول أيضاً بسبب مشاكل في الأعصاب التي تتحكم بعضلات العين أو مشاكل في قدرة الدماغ على تنسيق حركة كلتا العينين. كما يمكن لحالات مثل الشلل العصبي أو السكتة الدماغية أو بعض الاضطرابات العصبية أن تساهم في تطور الحول.
- الوراثة: يمكن أن ينتشر الحول في العائلات مما يشير إلى وجود استعداد وراثي. إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مصاباً بالحول فقد يكون هناك احتمال متزايد للإصابة بالحالة.
- الأخطاء الانكسارية: الأخطاء الانكسارية غير المصححة مثل قصر البصر أو مد البصر أو الانحراف (الاستجماتيزم) يمكن أن تساهم في تطور الحول. فعندما تعاني العين للتركيز بشكل صحيح يمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلال في العين.
- إصابات العين أو الصدمات: يمكن أن تؤدي الصدمة التي تصيب عضلات العين أو البنى المحيطة بها إلى الحول. ويمكن للإصابات التي تؤثر على الأعصاب أو تسبب ضعف العضلات أن تعطل المحاذاة الطبيعية للعينين.
- حالات العين الكامنة الأخرى: يمكن لبعض حالات العين مثل إعتام عدسة العين أو اعتلال الشبكية الخداجي (ROP) أو أورام العين لدى الأطفال أن تزيد من خطر الإصابة بالحول.
من المهم ملاحظة أن السبب المحدد للحول يمكن أن يختلف من شخص لآخر، وفي بعض الأحيان قد لا يكون السبب الدقيق معروفاً أو يمكن تحديده بالكامل. يُعد التقييم الشامل من قبل طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال أمراً ضرورياً لتحديد السبب الكامن وراء الحول في كل حالة على حدة. وهذا يمكن أن يساعد في توجيه استراتيجيات العلاج والإدارة المناسبة.
ما هي عملية إصلاح الحول؟
عملية الحول – والمعروفة أيضاً باسم جراحة عضلات العين أو جراحة الحول أو عملية علاج انحراف العين – هي إجراء جراحي يتم القيام به لتصحيح اختلال العين لدى الأفراد المصابين بالحول. وتهدف هذه العملية إلى تحسين محاذاة العين وتعزيز الرؤية الثنائية وتحسين الوظيفة البصرية بشكل عام.
أثناء جراحة الحول يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة في الأنسجة التي تغطي العين للوصول إلى عضلات العين. يتم تحديد العضلات المستهدفة بالجراحة بناءً على نوع واتجاه اختلال محاذاة العين. فقد يضعف الجراح عضلات العين أو يقويها عن طريق تعديل موضعها أو طولها أو توترها.
من هم المرشحون لعملية الحول؟
المرشحون لجراحة الحول هم الأشخاص الذين يعانون من اختلال محاذاة مستمر أو شديد في العينين (الحول) والذي لا يمكن تصحيحه بشكل مناسب باستخدام العلاجات أو التدخلات غير الجراحية. يتم اتخاذ قرار الخضوع لجراحة الحول بالتعاون بين المريض (أو ولي أمره) وطبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال. فيما يلي بعض العوامل التي قد تجعل الشخص مرشحاً لإجراء عملية الحول:
- اختلال المحاذاة الذي يؤثر على الأداء اليومي: إذا كان اختلال العينين يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية مثل القراءة أو القيادة أو الحفاظ على الاتصال البصري فقد يتم التفكير بإجراء عملية الحول.
- عدم فعالية العلاجات غير الجراحية: إذا لم تحقق خيارات العلاج غير الجراحية – مثل النظارات أو علاج الرؤية أو الترقيع – محاذاة العين المطلوبة أو تحسين الوظيفة البصرية فقد يوصى بإجراء جراحة الحول.
- اختلال المحاذاة المستمر أو المتفاقم: إذا استمر اختلال العين أو تفاقم مع مرور الوقت على الرغم من العلاجات السابقة فقد تُعتبر الجراحة حلاً أكثر حتمية.
- علاج العين الكسولة: يمكن الإشارة إلى عملية الحول لدى الأشخاص الذين يعانون من الحول وخاصةً إذا كان مرتبطاً باختلال كبير في المحاذاة لا يستجيب للعلاجات الأخرى. فالعملية يمكن أن تساعد في محاذاة العينين وتحسين حدة البصر في العين الكسولة.
- الهواجس الوظيفية والتجميلية: يمكن التفكير بإجراء عملية الحول للأشخاص الذين يشعرون بالقلق إزاء مظهر أعينهم أو يواجهون تحديات اجتماعية وعاطفية بسبب اختلال محاذاة العينين. فالعملية يمكن أن تساعد في تحسين محاذاة العينين وتعزيز المظهر الجمالي.
من المهم ملاحظة أن قرار الخضوع لعملية الحول يتم بشكل فردي ويستند إلى تقييم شامل من قبل طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال. وسوف يأخذ بالاعتبار عوامل مثل نوع الحول وشدته وعمر الشخص وصحة العين بشكل عام والأهداف الشخصية. ستتم مناقشة المخاطر المحتملة والفوائد والنتائج المتوقعة للجراحة مع المريض أو ولي أمره لاتخاذ قرار مستنير.
كيف يتم إجراء عملية الحول؟
يتم إجراء جراحة الحول عادةً من قِبل طبيب عيون أو طبيب عيون أطفال متخصص في جراحة عضلات العين. يتضمن الإجراء الجراحي عدة خطوات يمكن أن تختلف بناءً على نوع الحول وشدته. وفيما يلي نظرة عامة على كيفية إجراء عملية الحول:
- التخدير: عادةً ما يتم إجراء عملية الحول تحت التخدير العام وخاصةً عند الأطفال لضمان الراحة وعدم الحركة أثناء العملية. يمكن أيضاً أخذ التخدير الموضعي مع التسكين أو التخدير الناحي في الاعتبار في بعض الحالات.
- الشقوق: يبدأ الجراح بعمل شقوق صغيرة في الملتحمة، وهي النسيج الشفاف الذي يغطي الجزء الأبيض من العين (الصلبة). تسمح هذه الشقوق بالوصول إلى عضلات العين التي تحتاج إلى تعديل.
- تعديل العضلات: بعد تحديد عضلات العين المسؤولة عن اختلال المحاذاة وتحديد التقنية الجراحية المناسبة (انظر الفقرة التالية) يقوم الجراح بإجراء التعديلات اللازمة على العضلة أو العضلات المحددة.
- وضع الغرز: بعد تعديل عضلات العين يقوم الجراح بتثبيتها في موضعها الجديد باستخدام الغرز. قد تذوب الغرز من تلقاء نفسها مع مرور الوقت أو قد تحتاج إلى إزالتها أثناء مراجعة المتابعة.
- الإغلاق: يتم إغلاق الشقوق الموجودة في الملتحمة باستخدام غرز صغيرة تذوب من تلقاء نفسها أو باستخدام لاصق الأنسجة. في بعض الحالات يمكن وضع رقعة أو درع مؤقت على العين لحمايتها أثناء مرحلة الشفاء الأولية.
يمكن أن تختلف مدة العملية بناءً على مدى تعقيد الحالة وعدد العضلات المعنية والتقنية الجراحية المختارة. لكن بشكل وسطي تستغرق عملية الحول عادةً حوالي 30 دقيقة إلى ساعة.
كيف يتم التحضير للعملية؟
يتضمن التحضير لجراحة تصحيح الحول عدة خطوات مهمة لضمان إجراء سلس وناجح. وفيما يلي بعض الإرشادات العامة لمساعدتك في الاستعداد للعملية:
- الاستشارة مع الجراح: عليك تحديد موعد لإجراء استشارة مع طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال الذي سيقوم بإجراء العملية. خلال هذه الزيارة سيقوم الجراح بتقييم حالتك ومناقشة الخطة الجراحية والإجابة على أية مخاوف أو أسئلة قد تكون لديك.
- التقييم الطبي: عليك تزويد الجراح بتاريخ طبي كامل بما في ذلك أية أمراض أو عمليات جراحية أو حساسية سابقة في العين. كما ينبغي إخباره عن تناولك حالياً لأية أدوية، حيث قد تحتاج بعض الأدوية إلى تعديلها أو إيقافها مؤقتاً قبل العملية.
- فحوصات ما قبل العملية: بناءً على حالتك قد يطلب الجراح إجراء فحوصات محددة قبل العملية مثل قياسات العين أو اختبار الرؤية أو فحوصات التصوير وذلك لجمع مزيد من المعلومات حول عينيك وتوجيه الخطة الجراحية.
- تعليمات الدواء: عليك اتباع أية تعليمات يقدمها الجراح فيما يتعلق بتناول الأدوية قبل العملية. وهذا قد يشمل إيقاف بعض الأدوية مثل مميعات الدم قبل أيام قليلة من العملية لتقليل خطر النزيف أثناء العملية.
- تعليمات الصيام: ينبغي اتباع تعليمات الصيام التي يقدمها لك الجراح أو المركز الجراحي. عادةً سيُطلب منك تجنب تناول أو شرب أي شيء لفترة معينة قبل العملية وعادةً ابتداءً من منتصف الليلة السابقة للإجراء وذلك لضمان كون معدتك فارغة وتقليل خطر حدوث مضاعفات تحت التخدير.
- ترتيب النقل: نظراً لأنه يتم إجراء عملية الحول عادةً تحت التخدير العام فإن عليك الترتيب مع شخص ما ليقودك إلى المنزل بعد العملية. بشكل عام ليس من الآمن القيادة مباشرة بعد التخدير.
- الاستعدادات الشخصية: في يوم العملية يجب ارتداء ملابس مريحة وتجنب وضع المكياج أو العدسات اللاصقة أو أية إكسسوارات حول العينين. كما ينبغي إزالة أي طلاء أظافر أو مجوهرات من يديك ومعصميك.
- دعم مقدمي الرعاية: إذا كانت الجراحة لطفل أو إذا كنت بحاجة إلى مساعدة فإن عليك الترتيب لمقدم رعاية أو أحد أفراد الأسرة لمرافقتك إلى العملية وتقديم الدعم خلال فترة التعافي.
- اتباع تعليمات ما قبل العملية: عليك اتباع أية تعليمات إضافية يقدمها لك الجراح أو المركز الجراحي مثل الاستحمام في الليلة السابقة أو استخدام قطرات عينية محددة.
من الضروري التواصل بشكل منفتح مع الجراح واتباع تعليماته ومعالجة أية هواجس قد تكون لديك قبل العملية. فهذا سيساعد على ضمان استعدادك بشكل كافٍ وتمتعك بتجربة جراحية ناجحة.
كيف هي فترة النقاهة؟
يمكن أن تختلف عملية التعافي بعد عملية الحول من شخص لآخر، لكن فيما يلي بعض الجوانب العامة لما يمكن توقعه خلال فترة النقاهة:
- فترة ما بعد العملية الجراحية مباشرة: بعد العملية سيتم نقلك لبعض الوقت إلى منطقة الإنعاش حيث سيقوم الطاقم الطبي بمراقبة علاماتك الحيوية. قد تتم تغطية العين برقعة أو درع واقٍ بعد عملية الحول لمنع الاحتكاك أو الإصابة العرضية. قد يعاني بعض الأشخاص من انزعاج خفيف أو احمرار أو تورم حول العينين، وهذا أمر طبيعي ويجب أن يهدأ تدريجياً.
- الأدوية والعناية بالعين: قد يصف الجراح قطرات أو مراهم للعين للمساعدة في الشفاء وتقليل الالتهاب ومنع الإنتان. من المهم اتباع نظام الدواء الموصوف وأية تعليمات محددة للعناية بالعين مثل كيفية تنظيف العينين أو استخدام قطرات العين.
- الراحة والتعافي: من المهم السماح لعينيك بالراحة والتعافي بعد العملية. عليك تجنب الأنشطة التي تجهد العين مثل القراءة أو مشاهدة الشاشات أو المشاركة في الأنشطة البدنية المجهدة خلال الأيام القليلة الأولى أو حسب نصيحة الجراح.
- مواعيد المتابعة: ستكون لديك مواعيد متابعة مع جراحك لمراقبة تقدم عملية الشفاء وتقييم محاذاة العينين وإجراء أية تعديلات ضرورية. تعتبر هذه المواعيد حاسمة لتقييم نجاح العملية ومعالجة أية مخاوف أو مضاعفات قد تطرأ.
- التحسن التدريجي: مع مرور الوقت يجب أن يظهر تحسن تدريجي في محاذاة العينين والوظيفة البصرية. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع أو حتى أشهر حتى تصبح الفوائد الكاملة للجراحة واضحة. من المهم أن تكون لديك توقعات واقعية، فقد لا يتم دائماً تحقيق محاذاة العينين المثالية والحل الكامل للأعراض.
- استئناف الأنشطة العادية: سيختلف الجدول الزمني لاستئناف الأنشطة العادية بناءً على الشخص والتعليمات المحددة التي يقدمها الجراح. بشكل عام يمكن لمعظم الأشخاص العودة تدريجياً إلى أنشطتهم المعتادة – بما في ذلك العمل أو الدراسة – في غضون بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
من المهم اتباع جميع تعليمات ما بعد عملية الحول التي يقدمها الجراح وحضور جميع مواعيد المتابعة المقررة والإبلاغ عن أية مخاوف أو تغييرات في حالتك خلال فترة التعافي. فهذا سيضمن تقدم عملية التعافي بسلاسة وإمكانية معالجة أية مشاكل محتملة على الفور.
كم تكلفة عملية الحول؟
يمكن أن تختلف أسعار عملية الحول بشكل كبير بناءً على عوامل مختلفة بما في ذلك الموقع الجغرافي والجراح أو المنشأة الطبية ومدى تعقيد الحالة ونوع التغطية التأمينية إن كانت موجودة. ومن المهم ملاحظة أن المعلومات التالية توفر نظرة عامة وأن التكاليف الفعلية يمكن أن تختلف بشكل كبير.
في الولايات المتحدة يمكن أن يتراوح متوسط سعر عملية الحول من 2,000 دولار إلى 8,000 دولار لكل عين. وهذه التكلفة تتضمن عادةً أتعاب الجراح ورسوم التخدير ورسوم المنشأة الجراحية وفحوصات ما قبل العملية والرعاية اللاحقة للعملية الجراحية ومواعيد المتابعة. ومع ذلك من المهم الاستفسار عن التوزيع المحدد للتكاليف من مقدم الرعاية الصحية أو الجراح للحصول على فهم واضح لما يتم تضمينه.
من الجدير بالذكر أيضاً أن التغطية التأمينية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على النفقات المباشرة لجراحة الحول. إذ تغطي بعض خطط التأمين جزءاً من نفقات عملية الحول الضرورية طبياً أو كل نفقاتها وخاصةً إذا كانت تؤثر على الرؤية أو تسبب ضعفاً وظيفياً. ومع ذلك يمكن أن تختلف سياسات التغطية، ومن المستحسن الاتصال بمزود التأمين الخاص بك لفهم تفاصيل التغطية الخاصة بك بما في ذلك أية خصومات أو مدفوعات مشتركة أو محدوديات.
بالنسبة للأشخاص الذين ليست لديهم تغطية تأمينية أو الذين لديهم تغطية محدودة قد تكون هناك خيارات متاحة لمناقشة خطط الدفع أو استكشاف برامج المساعدة المالية التي يقدمها مقدمو الرعاية الصحية أو المنظمات الخيرية.
من المهم استشارة طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال للحصول على تقدير شخصي لتكلفة عملية الحول بناءً على حالتك وموقعك المحدد. إذ يمكنه تقديم معلومات أكثر دقة فيما يتعلق بالتكاليف المحتملة والمساعدة في معرفة التغطية التأمينية إن كانت موجودة.
ما هي المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لعملية الحول؟
مثل أي إجراء جراحي فإن جراحة الحول تحمل بعض المخاطر والأضرار والآثار الجانبية المحتملة. ومن الضروري مناقشة هذه الأمور مع طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال قبل الخضوع للعملية. فيما يلي بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بعملية الحول:
- الإنتان: هناك خطر ضئيل لحدوث إنتان في موقع الجراحة. ويتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل هذه المخاطر بما في ذلك استخدام التقنيات المعقمة والمضادات الحيوية. إذا لاحظت زيادة احمرار العين أو الألم أو الإفرازات من العين بعد عملية الحول فمن المهم الاتصال بالجراح على الفور.
- النزيف: على الرغم من ندرته إلا أن هناك خطراً لحدوث نزيف أثناء العملية أو بعدها. سيتخذ الجراح الاحتياطات اللازمة لتقليل هذا الخطر، وعادةً ما يمكن السيطرة على أي نزيف يحدث. ومع ذلك قد يتطلب النزيف المفرط تدخلاً إضافياً.
- التندب: تتضمن جراحة تصحيح الحول عمل شقوق في الملتحمة مما قد يؤدي إلى بعض الندبات. في معظم الحالات تكون أية ندبات ضئيلة وغير ذات أهمية بصرية. ومع ذلك في حالات نادرة يمكن أن يؤثر التندب المفرط على حركة العين أو استقامتها.
- التصحيح الزائد أو التصحيح الناقص: الهدف من عملية الحول هو تحقيق المحاذاة المثالية للعين. ومع ذلك هناك احتمال للتصحيح الزائد. في مثل هذه الحالات قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية إضافية أو علاجات أخرى.
- بقاء اختلال في المحاذاة: في بعض الحالات على الرغم من نجاح العملية قد يكون هناك اختلال متبقٍّ أو نكوس للحول مع مرور الوقت. وهذا يمكن أن يحدث بسبب عوامل مختلفة مثل التغيرات في وظيفة العضلات أو النمو. قد تكون هناك حاجة إلى علاجات أو مراقبة إضافية لإدارة أي اختلال محاذاة متبقي.
- الرؤية المزدوجة: قد يعاني بعض الأشخاص من ازدواجية الرؤية بشكل مؤقت أو مستمر في حالات نادرة بعد عملية الحول. وهذا يمكن أن يحدث إذا لم يكن الدماغ قادراً على دمج الصور من كلتا العينين بشكل صحيح. قد يوصى بالعلاج البصري أو التدخلات الأخرى للمساعدة في إدارة هذه الأعراض.
- مخاطر التخدير: عادةً ما يتم إجراء جراحة الحول تحت التخدير العام، وهذا يحمل مجموعة من المخاطر الخاصة به. وهذه المخاطر يمكن أن تشمل ردود فعل تحسسية أو صعوبات في التنفس أو تفاعلات مع أدوية التخدير. عادةً ما تكون المخاطر المرتبطة بالتخدير ضئيلة، لكنها قد تكون أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة.
من المهم أن نذكِّر بأن غالبية عمليات الحول ناجحة وأن المضاعفات نادرة نسبياً. سوف يناقش جراحك المخاطر والآثار الجانبية المحتملة معك ويجيب عن أي أسئلة قد تكون لديك ويقدم إرشادات حول كيفية تقليل هذه المخاطر. من خلال اتباع تعليمات ما قبل العملية وبعدها بعناية وحضور جميع مواعيد المتابعة وإبلاغ جراحك بأية مخاوف فإنه يمكنك المساعدة في ضمان التعافي السلس مع أفضل النتائج الممكنة.
العلاجات غير الجراحية للحول
يمكن تصحيح الحول بدون جراحة في بعض الحالات وخاصةً إذا تم اكتشافه مبكراً ولم يكن اختلال المحاذاة شديداً. غالباً ما يتم استكشاف خيارات العلاج غير الجراحي أولاً وذلك بناءً على السبب الكامن وراء الحول وعلى الظروف الفردية. فيما يلي بعض الأساليب غير الجراحية التي يمكن استخدامها لتصحيح الحول:
- النظارات أو العدسات اللاصقة: يمكن أن تساعد العدسات التصحيحية في معالجة أية أخطاء انكسارية قد تساهم في اختلال المحاذاة. ومن خلال توفير رؤية واضحة يمكن للنظارات أو العدسات اللاصقة أحياناً أن تساعد في تحسين محاذاة العين.
- علاج الرؤية: يتضمن علاج الرؤية سلسلة من التمارين والأنشطة المصممة لتحسين التنسيق بين العين وتقوية عضلات العينين. وهو يهدف إلى تدريب العينين على العمل معاً وتحسين المحاذاة. غالباً ما يُستخدم علاج الرؤية بشكل خاص عند الأطفال لتحسين تنسيق العينين ومحاذاتهما.
- العدسات المنشورية: يمكن وصف عدسات خاصة تسمى العدسات المنشورية أو العدسات الموشورية لتعديل طريقة دخول الضوء إلى العينين والمساعدة في محاذاة الصور التي تراها كل عين. يمكن أن تكون العدسات المنشورية فعالة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اختلال محاذاة طفيف إلى متوسط.
- الترقيع أو قطرات الأتروبين للعين: في حالة وجود الغمش (العين الكسولة) فإنه يمكن استخدام الترقيع أو قطرات الأتروبين للعين لتشجيع العين الأضعف على العمل بجدية أكبر وتحسين حدة البصر. من خلال تغطية العين القوية أو طمس رؤيتها بشكل مؤقت تتم المساعدة على تحفيز العين الأضعف.
- حقن البوتوكس: في بعض الحالات يمكن استخدام حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) لإضعاف عضلات معينة في العين بشكل مؤقت مما يسمح بمحاذاة أفضل. يُستخدم هذا النهج عادةً في أنواع معينة من الحول أو كإجراء مؤقت قبل التفكير بإجراء عملية جراحية.
من المهم ملاحظة أن نجاح العلاجات غير الجراحية للحول يعتمد على عوامل مثل عمر الشخص وشدة الحول ونوعه والسبب الكامن وراءه. وفي بعض الحالات قد تبقى الجراحة ضرورية لتحقيق المحاذاة المثالية للعينين وتحسين الوظيفة البصرية. إن استشارة طبيب العيون أو طبيب عيون الأطفال أمر بالغ الأهمية لتحديد خطة العلاج الأكثر ملاءمة لاحتياجات كل شخص.
أسئلة شائعة
ما هو العمر الأفضل لإجراء عملية الحول؟
يمكن إجراء جراحة الحول في أي عمر وذلك بناءً على الظروف الخاصة بالشخص. ومع ذلك فإن العمر الأمثل لعملية الحول بشكل عام هو عادةً ما بين عمر سنة و 6 سنوات. فخلال هذه الفترة يكون النظام البصري ما يزال في طور التطور، ويمكن أن يساعد التدخل المبكر في منع أو تقليل مشاكل الرؤية طويلة المدى وتحسين فرص تحقيق محاذاة جيدة للعينين ورؤية ثنائية. ومع ذلك يمكن أيضاً إجراء جراحة تصحيح الحول بنجاح لدى الأطفال الأكبر سناً والمراهقين والبالغين. يعتمد توقيت إجراء العملية على عوامل مثل شدة الحول ووجود الغمش (العين الكسولة) والقدرة على تحقيق الرؤية الثنائية والصحة العامة للشخص.
هل يمكن أن يعود الحول بعد العملية؟
يمكن أن يعود الحول أحياناً بعد العملية على الرغم من أن هذا ليس شائعاً. المصطلح المستخدم لنكس الحول بعد العملية هو ”عودة الحول“ أو ”تكرار الحول“. يمكن أن تعتمد احتمالية عودة الحول بعد العملية على عدة عوامل بما في ذلك التقنية الجراحية وشدة الحول والأسباب الكامنة وراءه واستجابات الشفاء الفردية والتغيرات التي تطرأ أثناء النمو (عند الأطفال).
هل يمكن أن يكون لديك الحول في كلتا العينين؟
نعم من الممكن أن يكون هناك حول في كلتا العينين. في حين أن الحول يمكن أن يؤثر على عين واحدة (الحول الأحادي) فإنه يمكن أن يحدث أيضاً في كلتا العينين (الحول الثنائي).
هل يمكن أن يؤثر الحول في عين واحدة على العين الأخرى؟
نعم يمكن أن يؤثر الحول الموجود في إحدى العينين على العين الأخرى عن طريق التسبب في كبت البصر وتعطيل الرؤية الثنائية وإجهاد العين غير المنحرفة وزيادة خطر الإصابة بالحول في العين الأخرى.