مفهوم الجمال الأنثوي في تغيُّر دائم. ففي أوقات من التاريخ ربما تكون الأجسام السمينة والأثقل مرغوبة أكثر من الأجسام النحيلة، وفي أوقات أخرى تصبح الأجسام النحيلة رائجة. كما يختلف مفهوم الجمال وجاذبية المرأة أيضاً من ثقافة إلى أخرى حسب تقاليدها ودينها وبيئتها الجغرافية.
في حين أنه لا يوجد إجماع بين جميع المجتمعات حول الجسد الأنثوي المثالي إلا أنه عندما يتعلق الأمر بحجم وشكل الثدي فإن لدى معظم الناس نفس الرأي تقريباً: إذ يبدو الثدي الأكبر والأكثر امتلاء أكثر جاذبية. وذلك لأن الثديين الأكبر والمشدودين أكثر يُعتبران علامة على الصحة الجسدية والخصوبة لدى النساء وأكثر جاذبية جنسية للرجال، وكما أظهرت العديد من الدراسات فإن الرغبة في أن تكوني جميلة جنسياً تتعلق بغريزة الإنجاب ولا علاقة لها بالثقافة أبداً.
على أية حال فإن الجسم الأنثوي الرشيق الذي يتضمن الثديين والأرداف المستديرة والخصر النحيل مرغوب للغاية هذه الأيام. لكن لا تتمتع جميع النساء بهذه الخصائص الجسدية بشكل طبيعي للأسف. وبالإضافة إلى ذلك فإن تأثير الشيخوخة على امتلاء الثدي وثباته أمر لا مفر منه.
لكن الخبر السار هو أن هناك حلولاً حقيقية لهذا الهاجس العام. فقد أتت الجراحة التجميلية لإنقاذ النساء اللواتي يعانين من مشاكل في حجم أو شكل أثدائهن مما يساعدهن على تحقيق أجساد مثالية وتحسين ثقتهن بأنفسهن في غضون أيام. إننا نتحدث عن تكبير الثدي الذي هو إجراء يزداد الطلب عليه هذه الأيام.
تكبير الثدي – المعروف أيضاً باسم تكبير الصدر والذي يُشار إليه أيضاً بالعديد من الأسماء الأخرى مثل تحسين الثدي وغرسات الثدي – هو إجراء يتم القيام به على نطاق واسع من أجل تكبير حجم الثدي وجعله مشدوداً أكثر، وهذه أهم فوائد تكبير الثدي. وغالباً ما يتم إجراء هذه العملية باستخدام غرسات الثدي إلا أن هناك أيضاً تقنيات أخرى نشرحها فيما يلي.
هناك 3 طرق رئيسية لتكبير الثدي: غرسات الثدي وحقن الدهون (نقل الدهون) وحقن الفيلر. ومن بين هذه التقنيات فإن زراعة الغرسات هي الطريقة الأكثر شيوعاً لزيادة حجم الثدي، ولهذا فعندما نقول ’تكبير الثدي‘ فإننا نعني عملية زرع الثدي في كثير من الحالات.
نقل الدهون هو من إجراءات تكبير الثدي الشائعة أيضاً إلا أن نتائجه ليست بنفس روعة عمليات الزرع. ولا يقتصر استخدام حقن الدهون على تكبير الثديين فحسب بل يُستخدم في العديد من أجزاء الجسم الأخرى لنفس الغرض.
حقن الفيلر هو أقل تقنيات تكبير الثدي شيوعاً، وهو أقل أماناً من الطرق الأخرى ولا ينصح العديد من الجراحين به.
غرسات الثدي
غرسات الثدي هي غرسات صناعية تُستخدم لإضافة حجم وثبات إلى الثديين. وهي إما مصنوعة بالكامل من السيليكون (غلاف سيليكوني خارجي مع هلام السيليكون بداخله) – وهو النوع الأكثر شيوعاً من الغرسات والمعروف باسم غرسات السيليكون – أو تتكون من غلاف سيليكوني مملوء بمحلول ملحي (ماء مالح) وهو معروف باسم غرسات تكبير الثدي بالماء والملح.
غالباً ما يتم إجراء عملية زراعة الثدي أو تكبير الثدي بالسيليكون تحت التخدير العام، وأثناءها تبقى المريضة فاقدة للوعي تحت تأثير الأدوية المخدرة. يتم إدخال الغرسات في الثدي من خلال شقوق يتم إجراؤها في أماكن مختلفة بما في ذلك أسفل الثدي (تحت الثدي) وحول الهالة وتحت الإبط (عبر الإبط) وفوق السرة (عبر السرة).
وبالنسبة لوضع الغرسات أيضاً فإن هناك طريقتين رئيسيتين: وضع الغرسة تحت أنسجة الثدي وفوق عضلة الصدر (التوضيع تحت الغدي) ووضع الغرسة تحت عضلة الصدر (التوضيع تحت العضلي أو تحت الصدري).
تعرف على المزيد حول جراحة زراعة الثدي
نقل الدهون
إن عملية تكبير الثدي عن طريق حقن الدهون هي حل أقل توغلاً. وهذه من أكثر استخدامات نقل الدهون (تطعيم الدهون) شيوعاً والمعروفة تقنياً أكثر باسم حقن الدهون الذاتية (أو تكبير الثدي الذاتي) والتي تتضمن استخلاص الدهون من مكان من جسم المريض يحتوي رواسب دهنية زائدة وحقنها في مكان آخر لإضافة حجم له وتعزيز شكله.
تكبير الثدي باستخدام تطعيم الدهون يتضمن إجراء شفط دهون لاستخلاص الدهون من أجزاء أخرى من جسم المريضة تليها خطوات التنقية والحقن. تتم هذه العملية عادةً تحت التخدير الموضعي كإجراء عيادة خارجية.
يمتاز تكبير الثدي عن طريق حقن الدهون بفائدة مزدوجة. فشفط الدهون يزيل رواسب الدهون غير المرغوب بها من مناطق مثل البطن والخواصر والفخذين مما يجعلها أنحف وأكثر رشاقة، كما أن حقن الدهون في الثدي يجعله يبدو أكثر امتلاءً وذا شكل أجمل. ومع ذلك فإن نتيجة هذه التقنية ليست بنفس جودة النتيجة التي تحققها زراعة الثدي، إلا أنها الأفضل للراغبات بالحصول على فوائد إجراء نحت الجسم الدقيق في جميع أنحاء الجسم مع تجنب مخاطر إدخال أشياء اصطناعية في أجسادهن. وبالإضافة إلى ذلك فإن الجسم يمتص ما يصل إلى 50 في المائة من الدهون المحقونة بمرور الوقت مما يجعل الثديين يفقدان بعض الحجم الذي تم اكتسابه.
تعرف على المزيد حول نقل الدهون
الفيلر الجلدي
الفيلر الجلدي هو التقنية الأقل توغلاً لتكبير الثدي، وهي تُعتبر إلى حد ما من خيارات تكبير الثدي بدون جراحة. فالحشوات الجلدية التي تسمى أيضاً الحشوات القابلة للحقن هي مواد شبيهة بالهلام مصنوعة من مواد مختلفة يتم حقنها تحت الجلد لأغراض تجميلية بما في ذلك تعزيز الحجم وتنعيم التجاعيد.
تكبير الثدي بالفيلر هو خيار للنساء اللواتي لا يرغبن بإجراء عملية جراحية إلا أنه ليست لديهن أيضاً رواسب دهنية كافية لنقل الدهون. ومع ذلك فإن تكبير الثدي عن طريق حقن الفيلر يحمل أيضاً خطر حدوث مضاعفات أكبر من الطريقتين الأخريين، ولهذا فهو ليس إجراءً شائعاً جداً. في حين أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد وافقت على استخدام الفيلر الجلدي لتكبير الشفاه والخد والفك إلا أنها لا توصي به لأغراض نحت الجسم بما في ذلك تكبير الثدي.
تعرف على المزيد حول الفيلر الجلدي
المرشحات الجيدات لتكبير الثدي بشكل عام هن أولئك اللواتي يتمتعن بصحة بدنية جيدة ولديهن توقعات واقعية، وهذه تعتبر أهم شروط تكبير الثدي. ونظراً لاختلاف تقنيات تكبير الثدي من حيث كيفية إجرائها والنتائج التي تقدمها فيجب على النساء اللواتي يرغبن بإجراء تكبير الثدي أن يفهمن بوضوح فوائد ومخاطر كل منها. وكذلك يجب أن يكون لدى المرشحات فهم واضح لما يرغبن به حتى يكون بإمكانهن اختيار الإجراء المناسب. فالنساء اللواتي يبحثن عن زيادة كبيرة في حجم ثديهن مثلاً لسن مرشحات جيدات لتطعيم الدهون والفيلر الجلدي ويجب أن يتجهن نحو زراعة الثدي التي تتوفر بأحجام مختلفة.
ليست عملية تكبير الثدي مناسبة لك في الحالات التالية:
- إذا كان عمرك أقل من 18 عاماً: أثداء النساء اللواتي دون سن 18 ما تزال في مرحلة النمو والتي قد تستمر حتى العشرينات من العمر. وقد يؤدي أي تطور إضافي للثدي بعد العملية إلى تشويه نتائج عمليات تكبير الثدي، لذلك من الضروري الانتظار حتى الوصول إلى سن 18 عاماً على الأقل ويفضل 20 قبل التفكير بأي نوع من أنواع تكبير الثدي. وبالنسبة لزراعة الثدي فإن الأطباء يوصون بأن يكون عمرك 18 عاماً على الأقل من أجل غرسات المحلول الملحي و22 عاماً من أجل غرسات السيليكون.
- إذا كنت مدخنة: النساء المدخنات بانتظام لسن مرشحات مثاليات لعملية تكبير الثدي وغيرها من الإجراءات التجميلية. وذلك لأن التدخين يؤثر سلباً على عملية الشفاء مما يمنع جسمك من التعافى من العملية بشكل صحيح. ومع ذلك فإن على المدخنات اللواتي يرغبن بإجراء العملية أن يتوقفن عن التدخين لمدة أسبوعين على الأقل قبل الإجراء وحتى أسبوعين بعد الإجراء كخطوة تحضيرية جوهرية.
- إذا كنت في حالة عاطفية سيئة: إن تكبير الثدي طريقة رائعة لتحسين ثقتك بنفسك ونوعية حياتك إذا كان شكل ثدييك قد أفسد ثقتك بنفسك. لكن إذا كنت تعانين من إحساس عميق بعدم الأمان تجاه جسدك بالإضافة إلى الاكتئاب المزمن وانخفاض الثقة بالنفس فمن المحتمل ألا يغير هذا الإجراء حياتك ويحسن جميع جوانب حياتك وعلاقاتك. يجب عليك أولاً طلب المساعدة النفسية لمعالجة مشاكلك النفسية. وكذلك إذا كنت تريدين إجراء العملية لمجرد أن الآخرين ينصحونك بذلك وليس بسبب مشاعرك الخاصة فأنت لست مرشحة مثالية لهذه العملية.
- إذا كنت حاملاً أو مرضعة: ليس من المناسب إجراء عملية تكبير الثدي أثناء فترة الحمل والإرضاع. وهذا لأنه خلال هذه الفترة يتم إجراء بعض التغييرات في الثدي من أجل الإرضاع والرضاعة الطبيعية مما يؤثر على نتائج عملية تكبير الثدي. ومع ذلك يمكنك الحمل إذا كنت قد وضعت غرسات ثدي بالفعل إلا أنه يوصى بالانتظار لمدة عام على الأقل قبل الحمل بعد عملية تكبير الثدي. وكذلك إذا كنتِ حاملاً أو مرضعاً حالياً فإنه يُنصح بالانتظار حتى شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد التوقف عن إرضاع طفلك طبيعياً قبل إجراء عملية تكبير الثدي.
- إذا كنت تعانين من ترهل الثديين: إذا كان لديك ثديان متدليان مع كون الحلمتين متجهتين نحو الأسفل فإن تكبير الثدي ليس هو الحل المناسب لك. بل بدلاً من ذلك فإن عليك الخضوع لعملية رفع الثدي من أجل رفع ثدييك وشد الترهلات. بالطبع يمكنك إجراء عملية تكبير الثدي بعد شد الثدي لزيادة حجم ثدييك لأن رفع الثدي وحده لن يعزز حجم الثديين. لكن النقطة المهمة هي أن إجراء تكبير الثدي على الثديين المترهلين يجعلهما يبدوان مروعين.
- إذا كنت تعانين من حالات طبية معينة: بعض الحالات الطبية – مثل أمراض القلب واضطرابات تخثر الدم وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك – تزيد من مخاطر العمليات الجراحية. ولذلك فإن عليك مناقشة تاريخك الطبي مع جراحك بصراحة حتى يتمكن من اتخاذ القرار الصحيح بشأن أهليتك للجراحة أو ضع خطة التحضير المناسبة لك. الإنتانات النشطة وسرطان الثدي تجعل عملية تكبير الثدي غير مناسبة لك أيضاً.
تنطوي عملية تكبير الثدي جراحياً – مثلها مثل جميع العمليات الجراحية الأخرى – على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. ورغم أنه يمكنك تقليل المخاطر كثيراً عن طريق اختيار جراح مدرب جيداً والالتزام بإرشادات ما قبل العملية وما بعدها إلا أنه ما يزال من الضروري فهم المخاطر المحتملة للجراحة.
مخاطر زراعة الثدي
- انكماش المحفظة (وهي حالة يتخذ فيها الجسم رد فعل تجاه الغرسات عن طريق تكوين نسيج ندبي صلب حول الغرسات مما يؤدي إلى تقلصها وتشويهها)
- تمزق الغرسة
- انزياح الغرسة من مكانها
- الإنتان
- فقدان الحساسية في الثديين
- ندوب ظاهرة
- عدم التناظر
- مضاعفات التخدير العام
مخاطر نقل الدهون إلى الثدي
- النخر الدهني (موت الخلايا الدهنية): يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور أعراض مثل مختلف أنواع الكتل على الثدي والأنسجة الندبية وتغير لون الجلد والكدمات والجلد غير المنتظم والتغيرات في شكل الثدي
- الإنتان
- إعادة امتصاص الدهون: قد يعيد الجسم امتصاص كمية كبيرة من الدهون مما يقلل من نتائج هذا الإجراء
- الآثار الجانبية للتخدير: مثل الدوار والصداع والرؤية الضبابية والخدر وضعف العضلات
- عدم التناظر
مخاطر فيلر الثدي
- هجرة الفيلر
- الإنتان
- الورم الدموي
- عدم انتظام الجلد وتورمه
- عدم التناظر
- الاحمرار
- الحكة
- تنخر الجلد
- انسداد تدفق الدم (عندما يتم حقن مادة الفيلر في الأوعية الدموية عن طريق الخطأ)
بعد عملية زراعة الثدي ستكون هناك بعض الآثار الجانبية لبضعة أيام. إذ يُعد الألم والتورم والكدمات والتهاب عضلات الصدر والنزيف الطفيف في مواقع الجراحة أمراً طبيعياً. يستغرق الأمر حوالي أسبوع حتى تبدأ الآثار الجانبية بالتراجع. وقد يصف لك الجراح مسكنات لتخفيف الألم والانزعاج.
بإمكان معظم المريضات استئناف أنشطتهم اليومية بعد أسبوعين، وإذا كان عملهن لا يتضمن أنشطة مكثفة فيمكنهن العودة إلى العمل بحلول هذا الوقت. سوف يتحسن التورم والكدمات تدريجياً في غضون أسابيع قليلة. وخلال هذه الفترة يمكنك القيام بأنشطة خفيفة مثل المشي إلا أنه ما يزال يتعين عليك تجنب الأنشطة الشاقة مثل الجري ورفع الأشياء الثقيلة لمدة 6 إلى 7 أسابيع على الأقل ريثما يكون جسمك قد تعافى تماماً.
يختلف الوقت الإجمالي للشفاء من مريضة لأخرى ويعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك تقنية توضيع الغرسة. بشكل عام فإن التعافي بعد التوضيع تحت العضلي يستغرق وقتاً أطول لأنه يتم قطع العضلة الصدرية وشدها فوق الغرسة.
التعافي بعد عملية تكبير الثدي عن طريق نقل الدهون يستغرق حوالي 5 إلى 6 أسابيع. وخلال الأيام الأولى قد تشعرين بألم وحرقة في مواقع الشقوق الجراحية التي تمت إزالة الدهون منها. وقد يُطلب منك ارتداء مشد ضاغط لبضعة أسابيع من أجل شفاء أسرع وأكثر راحة.
يستغرق الشفاء من حقن الفيلر الجلدي وقتاً أقصر بكثير وسيكون بإمكانك استئناف روتينك اليومي بعد يومين إلى 3 أيام.
يعتمد سعر عملية تكبير الثدي على عوامل مختلفة. حيث أن كلاً من نوع الإجراء والبلد وموقع العيادة أو المستشفى التي يتم إجراء العملية فيها وخبرة الجراح والعديد من العوامل الأخرى يساهم في التكلفة الإجمالية لهذا الإجراء. بشكل عام تتراوح تكلفة عملية زراعة الثدي من 5,000 إلى 10,000 دولار. وعادةً ما تكلف عملية تكبير الثدي عن طريق نقل الدهون أكثر بقليل من هذا بسبب الوقت والمعدات التي يحتاجها إجراء هذه العملية. كما أن سعر عملية تكبير الثدي بالفيلر أيضاً يعتمد على كمية الفيلر المحقونة إلا أنه عادةً ما يكون أقل من سعر زراعة الثدي.
لا يغطي التأمين عموماً ثمن تكبير الثدي لأنه يُعتبر إجراءً تجميلياً. إلا أنه سيتم دفع تكاليف هذا الإجراء لمريضات سرطان الثدي اللواتي خضعن لعملية استئصال الثدي. قبل تحديد موعد الإجراء تأكدي من مراجعة التكلفة الإجمالية مع مزود الخدمة بما في ذلك أية رسوم وأشياء إضافية قد يكون عليك شراؤها بعد عملية تكبير الثدي بما في ذلك المشدات الضاغطة.