تقشير البشرة

مثلما يوحي اسمه فإن تقشير البشرة – الذي يسمى أحياناً تسوية البشرة – هو عملية كشط أو تسوية لطبقات من بشرتك حتى تظهر بشرة جديدة أكثر شباباً وصحةً. وهو عبارة عن كشط جراحي مسيطر عليه للجلد يحفز عملية الشفاء لإنتاج الكولاجين وطبقات جديدة من الجلد، وهو إجراء تجديد شباب لتنعيم الجلد وعلاج ندبات حب الشباب العميقة والندبات الجراحية وندبات الإصابات والخطوط الدقيقة والتجاعيد وفرط التصبغ وما إلى ذلك.

تقشير البشرة هو إجراء جراحي يتم القيام به تحت التخدير سواء كان موضعياً أو عاماً. ويمكن إجراؤه بمفرده أو بالاشتراك مع إجراءات أخرى مثل التقشير الكيميائي وشد الوجه وإزالة الندبات.

يتم تنفيذ هذا الإجراء في عيادة الطبيب أو في عيادة خارجية في المستشفى من قبل طبيب أمراض جلدية متخصص أو جراح تجميل من ذوي الخبرة في مثل هذه العلاجات.

أثناء الإجراء قد تتم تغطية عينيك لحمايتهما من البقع في حين تتم تغطية بشرتك بصبغة الجنطيانا البنفسجية من أجل مشاهدة عمق التآكل والتحكم به بسهولة. وسيتم شد الجلد بين إصبعين عندما يبدأ التقشير.

في إجراء تسوية البشرة يتم استخدام أنواع مختلفة من الأجهزة المقشرة للبشرة. وبعض أدوات تقشير البشرة هذه يعمل بمحرك والبعض الآخر يدوي.

في تقشير البشرة الكهربائي يقوم دكتور الأمراض الجلدية بإزالة البشرة (الطبقة الخارجية من الجلد) والطبقة العليا من الأدمة (الطبقة الوسطى من الجلد) باستخدام آلة تقشير بشرة ذات طرف كاشط يدور بسرعة عالية. أما في تقشير البشرة اليدوي التقليدي فإن المتخصص يَستخدم قطعة من ورق الزجاج أو مبرداً أو نصلاً من أجل ”صقل“ أو ”تسوية“ الجلد.

تأتي الرؤوس الدوارة لآلات تسوية البشرة في ثلاثة أنواع: الفراشي السلكية والفراشي الماسية والعجلات المسننة. حيث تُعتبر الفرشاة السلكية فعالة للندوب العميقة وحالات عدم الانتظام النسيجية إلا أن العمل معها يتطلب مزيداً من الخبرة والمهارة. أما الفرشاة الماسية فهي مغطاة برقائق من الألماس الصناعي ذات درجات متفاوتة من الخشونة ويسهل استخدامها حتى من قبل الجراحين الأقل خبرة. هذا في حين أن العجلات المسننة هي الأنواع القديمة من أدوات تقشير البشرة. وهي أقل شعبيةً من النوعين الآخرين ولا تُستخدم إلا من قبل مجموعة صغيرة من المتخصصين ذوي الخبرة.

أثناء تقشير البشرة يقوم الأخصائي بتحريك الطرف الدوار للجهاز على امتداد الجلد المستهدف مع ضغط لطيف لإزالة الطبقة الخارجية. ويستمر بالقيام بهذا حتى الوصول إلى العمق المطلوب عندما يصبح الجلد أحمر ويحدث نزيف دقيق.

يستغرق الإجراء من بضع دقائق إلى أكثر من ساعة بناءً على اتساع المنطقة التي تحتاج إلى العلاج. وقد يلزم تكرار الإجراء أو القيام به على مراحل إذا كانت لديك ندوب عميقة أو كانت مساحة الجلد المراد علاجها واسعة.

تكمن أهمية تقشير البشرة في أن بإمكانه تحسين مظهر الجلد من خلال معالجة مجموعة واسعة من مشاكل الجلد بما في ذلك:

• ندبات حب الشباب
• الندبات الجراحية وندبات الإصابات
• الخطوط الدقيقة والتجاعيد وخطوط التعبير بما في ذلك خطوط التدخين (خطوط الشفاه)
• بقع التقدم بالعمر (بقع الكبد)
• التقران السفعي (بقع الجلد قبل التسرطن)
• تعجر الأنف (جلد الأنف السميك والمحمر)
• الأوشام
• بلادة الجلد
• فرط التصبغ
• المسام الواسعة
• علامات جدري الماء

إن هذا الإجراء هو الأفضل لعلاج التشوهات النسيجية العميقة مثل الندبات الناتجة عن حب الشباب والإصابات والعمليات الجراحية والخطوط الموجودة على الجبهة والتجاعيد حول الفم وبقع حروق الشمس، وذلك لأن الخيارات العلاجية الأخرى قد تكون أقل فعالية. ومع ذلك فإن تقشير البشرة ليس فعالاً في علاج معظم الشامات أو عيوب الجلد الخلقية أو الوحمات المصطبغة أو ندبات الحروق.

إذا كانت صحتك العامة جيدة فيمكنك التفكير بإجراء تقشير البشرة. ومع ذلك فإن هناك بعض الموانع للخضوع لهذا الإجراء. فإذا كانت بشرتك داكنة فهناك خطر حدوث فرط تصبغ (سواد) أو نقص تصبغ (تفتيح) بعد تقشير البشرة لأنه يمكن أن يحفز الخلايا الصباغية مما يؤدي إلى اضطراب في إنتاج صباغ الجلد. ولهذا فإنه لا يُوصى بإجراء مختلف أنواع تقشير البشرة لأصحاب البشرة الداكنة أو البنية أو السوداء.

إذا كنت عرضة لتشكُّل الجدرة فإن هذا العلاج لا يناسبك أيضاً لأنه قد يحدث تندب بعد تقشير البشرة. وكذلك فإن هذا الإجراء ليس خياراً جيداً لعلاج حب الشباب النشط أو أية حالة جلدية تفرز القيح والانتشار المتكرر لقرح البرد والأضرار الناجمة عن العلاج الإشعاعي.

إذا كنت قد تناولت أيزوتريتينوين (ميوريسان، كلارافيس، أكوتاني) –دواء حب الشباب الذي يؤخذ عن طريق الفم – في العام الماضي فقد يُنصح بتأخير خضوعك لهذا العلاج.

وكذلك فإن أية حالة صحية تمنع أو تؤخر التئام الجروح يمكن أن تؤدي إلى تعقيد هذا الإجراء.

إذا كنت حاملاً فليس هذا هو الوقت المناسب للنظر بالخضوع لهذا الإجراء لأن التغيرات الهرمونية للمرأة الحامل ستؤثر على الآثار الجانبية والشفاء والنتائج.

قبل جلسة تقشير البشرة سيتم إجراء استشارة يقوم خلالها طبيبك بفحص بشرتك لتقييم ما إذا كان الإجراء مناسباً لك أم لا، وإن كان مناسباً لك فإنه يتم تحديد التقنية والجهاز الأفضل لبشرتك.

سيتم سؤالك عن أية حالات صحية موجودة لديك قد تكون بحاجة إلى دواء لأنها قد تتداخل مع العلاج وتسبب مضاعفات. وقد يُطلب منك التوقف عن تناول بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ومميعات الدم لأنها يمكن أن تزيد من خطر النزيف الزائد أثناء العملية. وقد يُطلب منك أيضاً التوقف عن التدخين لأنه يقلل من تدفق الدم إلى بشرة الوجه ويعطل عملية الشفاء.

بناءً على ظروفك فقد توصف لك مضادات حيوية أو مضادات فيروسية لمنع الإنتان. وقد يتم إعطاؤك كريم ريتينويد مثل تريتينوين (رينوفا وريتين-أ) قبل عدة أسابيع من العلاج لتحضير الجلد لعملية الشفاء.

يمكنك أيضاً طرح أسئلتك على دكتورك وشرح مخاوفك له أثناء الاستشارة حتى تتم إزالة أي شك أو ارتباك. وعليك إخبار طبيبك عن توقعاتك وفهم النتائج والمخاطر المحتملة.

إذا كان سيتم الإجراء بالتخدير العام أو التخدير الوريدي فمن المستحسن الترتيب لوجود شخص معك ليأخذك إلى المنزل بعد الإجراء لأن قيادة السيارة أمر خطير تحت تأثير أدوية التخدير.

بعد نهاية الإجراء قد يقوم الطبيب بتغطية بشرتك بضمادة رطبة غير لاصقة يتم تغييرها أثناء زيارة المراجعة في اليوم التالي. وبالإضافة إلى ذلك يمكن وضع مرهم على المنطقة المعالجة.

سيقدم لك الطبيب تعليمات مفصلة حول كيفية العناية ببشرتك بعد تقشير البشرة لمنع المضاعفات. وهذه التعليمات ستتضمن تجنب التعرض لأشعة الشمس لمدة 4 إلى 6 أسابيع بعد العلاج لأن بشرتك تكون شديدة الحساسية وقد يحدث تغير في لونها. عليك البقاء في المنزل خلال هذا الوقت وبعد ذلك يمكنك العودة إلى العمل.

قد يتم إعطاؤك بعض مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين للتغلب على الألم المعتدل الذي يصيبك بعد عملية تقشير البشرة.

الاحمرار والتورم شائعان لبضعة أسابيع. وقد يكون هناك إحساس بالوخز أو الحرقة أيضاً. وعندما يبدأ الجلد بالتعافي سوف تتشكل قشرة فوق المنطقة المعالجة وقد يكون هناك بعض الحكة.

يجب أيضاً تجنب ممارسة التمارين الرياضية المجهدة وتناول المشروبات الكحولية خلال هذه الفترة لأنها غالباً ما تسبب الحرارة واحمرار الوجه. وينبغي تجنب كافة رياضات الكرات لمنع التماس مع الوجه. والأمر نفسه ينطبق على السباحة في مسبح تمت إضافة الكلور إلى مياهه. وبالنسبة للرجال يجب تجنب حلاقة الذقن والشوارب بعد تقشير الجلد مباشرةً، وعند استئنافها يجب استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية في أول حلاقة.

إذا أصبحت درجة لون بشرتك مبقعة فقد يتم وصف الهيدروكينون من أجل التبييض لتوحيد اللون. ويجب الاستمرار بالحماية من أشعة الشمس بشكل صارم لمدة 6 أشهر إلى 12 شهراً بعد إجراء تقشير البشرة وذلك لحماية بشرتك الجديدة والحساسة.

يتطلب تقشير البشرة فترة نقاهة من أسبوع إلى أسبوعين، وبعد ذلك يمكنك العودة إلى العمل. وستظهر النتائج بعد حوالي 3 أشهر عندما يختفي الاحمرار وتتشكل بشرة شابة وناعمة ذات لون طبيعي.

يبلغ متوسط تكلفة تقشير البشرة 1786 دولار وفقاً لإحصاءات عام 2020 من الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل. ومع ذلك يمكن أن يتراوح سعر تقشير البشرة من 500 دولار إلى 4,000 دولار بناءً على حجم المنطقة المعالجة وخبرة الطبيب وموقع العيادة. وقد يكون هذا المبلغ أقل بقليل في كندا أو أكثر بقليل في أوروبا.

عليك الانتباه إلى أن تقشير البشرة يتطلب فترة استراحة وإجازة من العمل بالإضافة إلى منتجات العناية بالبشرة التي يصفها لك الدكتور والتي يمكن أن تزيد التكلفة الإجمالية.

عادةً لا يقوم التأمين الصحي بتغطية تكاليف الإجراءات التجميلية ما لم يتم إجراء تقشير البشرة لإزالة البقع الجلدية محتملة التسرطن.

بسبب الطبيعة الجراحية لإجراء تقشير البشرة ومستوى إزالة الجلد فإن هناك خطراً للإصابة بالإنتان وتغير اللون. ومع ذلك فإن هذه المخاطر نادرة جداً.

قد تتطور بعض الرؤوس البيضاء أو قد تتضخم مسام الجلد ولكن كلا هذين الأثرين يختفي بعد زوال التورم.

إذا تفاقم التورم والاحمرار أو اشتدت الحكة فعليك الاتصال بطبيبك على الفور لمنع تكون ندبة.

غالباً ما يخلط العديد من الأشخاص بين تقشير البشرة وتقشير البشرة الكريستالي. ورغم تشابه التسمية بين تقشير البشرة وتقشير البشرة الكريستالي وكونهما من نفس الطبيعة إلا أنهما إجراءان مختلفان تماماً. فدرجة التقشير في إجراء تقشير البشرة أعلى بكثير مما هي عليه في التقشير الكريستالي مما يجعل تقشير البشرة إجراءً أكثر توغلاً.

تقشير البشرة الكريستالي هو نسخة لطيفة جداً من تقشير البشرة، وهو إجراء تقشير لا يزيل إلا الجلد الميت السطحي. ولذلك فإن التقشير الكريستالي هو إجراء غير جراحي لا يسبب أي ألم ولا يتطلب فترة نقاهة أو تخدير على عكس تقشير البشرة.

بما أن تقشير البشرة يعالج الطبقات العميقة من الجلد فإنه يؤدي إلى نتائج أكثر إثارة من التقشير الكريستالي. ومع ذلك فإن بإمكان طبيب الأمراض الجلدية أن يخبرك أي هذين الإجراءين هو الأفضل لمشاكل بشرتك.