قد يتساءل البعض ما سبب تساقط الشعر عند النساء أو سبب فراغات الشعر المفاجئ عند النساء وما هو العلاج المناسب سنجيب في هذه المقالة عن هذه التساؤلات:
خلافاً للاعتقاد الخاطئ السائد بأن تساقط الشعر (الثعلبة) يصيب الرجال فقط فكثير من النساء معرضات لتساقط الشعر ويعانين من هذه المشكلة في مراحل مختلفة من عمرهن. في الواقع يعاني حوالي ثلث النساء من نوع من تساقط الشعر يمكن أن يكون خفيفاً إلى حاد ومفاجئاً أو تدريجياً وبنمط بقعي أو متناثر، وهذا قد يحدث في أي عمر بعد سن البلوغ عادةً. ومع ذلك عندما نستخدم مصطلح ”تساقط الشعر“ فإنه يختلف تماماً عن تساقط الشعر اليومي العادي الذي يظهر بشكل أساسي أثناء غسل شعرك أو تمشيطه. حيث أن فقدان حوالي 100 شعرة يومياً أمر طبيعي ولا يُعتبر مشكلة صحية. لكن إذا لاحظت تساقطاً شديداً للشعر أو بدأت خيوط شعرك بالترقق فعليك بالتأكيد مراجعة طبيب أمراض جلدية.
يحدث تساقط الشعر عند النساء عادةً على شكل ترقق الشعر بشكل عام بدلاً من تكوين خط شعر متراجع. حيث تبدأ خيوط الشعر بالتقلص والضعف وخاصةً في الجزء العلوي وتتسبب في اتساع هذا الجزء وجعله أكثر وضوحاً. ومع هذا يمكن تصنيف تساقط الشعر عند النساء إلى عدة أنواع. في حين أنه من المرجح أن يحدث في سن متقدمة أكثر وخاصةً بعد انقطاع الدورة الشهرية (الطمث) فقد تتأثر العديد من النساء الشابات وقد يكون فقدان الشعر أمراً مدمراً لهن من الناحية النفسية بالمقارنة مع الرجال في نفس العمر. بما أن النساء عادةً ما يعتبرن شعرهن عنصراً مهماً في جمالهم فإن لم تتم السيطرة على تساقط الشعر أو معالجته فقد يؤدي إلى الإضرار بثقتهن بنفسهن وعواطفهن ونوعية حياتهن. حتى تكوني قادرة على علاج تساقط الشعر بشكل أفضل فمن المهم أن تعرفي الأسباب الكامنة وراءه. ولهذا فإن الفحص الشامل من قبل الدكتور يمكن أن يساعدك في العثور على الطريقة الأكثر أماناً وفعالية لعلاج مشكلتك.

ما هي أسباب تساقط الشعر عند النساء وعلاجه؟

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر عند النساء بشكل مباشر أو غير مباشر.
اختلال التوازن الهرموني: يمكن أن تتأثر مستويات هرموناتك في مراحل معينة من حياتك مثل الحمل وانقطاع الطمث. كما يمكن أن يؤدي استخدام حبوب منع الحمل أيضاً إلى تغيير في توازنك الهرموني.
النظام الغذائي: قد تؤدي الأنظمة الغذائية التقييدية إلى نقص بعض الفيتامينات أو المعادن. والأشخاص النباتيون معرضون أيضاً لنقص الحديد الذي قد يتسبب في تساقط الشعر.

التوتر الجسدي أو العاطفي الشديد: إن الإجهاد الشديد سواء كان جسدياً مثل فقدان الوزن المفرط أو الجراحة أو الأمراض الشديدة أو فقر الدم أو الولادة أو كان عاطفياً مثل وفاة أحد أفراد الأسرة قد يساهم في تساقط الشعر الذي عادة ما يكون مؤقتاً.
الأمراض: قد تتسبب بعض الأمراض بتساقط الشعر أو تؤثر عليه. داء الثعلبة البقعي هو أحد أمراض المناعة الذاتية يقوم فيه الجهاز المناعي بمهاجمة بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقط شعر من بقع في كل من فروة الرأس وأجزاء أخرى من الجسم. كما أن حالات طبية أخرى مثل قصور الغدة الدرقية الحاد والمطول وفرط نشاط الغدة الدرقية قد تؤدي أيضاً إلى تساقط الشعر الذي يكون منتشراً أكثر من كونه بقعياً مما يجعل الشعر متناثراً بشكل خفيف في جميع أنحاء فروة الرأس.
العلاجات الطبية والمكملات: قد تؤدي بعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم والنقرس والجرعات العالية من فيتامين A إلى تساقط الشعر. كما يؤثر العلاج الإشعاعي والكيماوي على الشعر الذي في مرحلة النمو ويسبب تساقط الشعر المفاجئ والذي يمكن أن يكون دائماً في حالة تلف البصيلات.
الجينات: تلعب المورثات دوراً مهماً في التسبب بتساقط الشعر. نمط تساقط الشعر الأنثوي (FPHL) هو حالة وراثية يمكن أن تكون موروثة من كلا الوالدين.
التقدم بالعمر: بما أن التقدم بالسن سبب آخر لتغيير الهرمونات فإنه يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر.
تسريحة الشعر: ثعلبة الشد هي حالة يحدث فيها تساقط الشعر بسبب شد الجذور المرتبط ببعض تسريحات الشعر المشدودة مثل الضفائر أو ذيل الحصان المشدود أو صفوف الذرة. وقد يكون تساقط الشعر هذا دائماً في حالة تلف بصيلات الشعر.
الشعر المُعالَج بإفراط: يمكن أن تتسبب المعالجة المفرطة – أي الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية أو الحرارة – في جعل الشعر جافاً وقصيفاً ومسامياً مما يجعله يتكسر بسهولة. وإذا حرقت أيضاً فروة رأسك بسبب الإفراط بالمعالجة فقد تتساقط خصلات من شعرك تاركة فراغات بقعية على رأسك.

خرافات حول تساقط الشعر

الآن بعد أن مررنا على أهم أسباب تساقط الشعر بغزارة عند النساء فإننا سننتقل إلى العلاجات، لكن قبل ذلك بقليل أعتقد أنك لن تمانعين بمعرفة ما لا يسبب تساقط الشعر، أو على الأقل ما لا يوجد دليل علمي يؤكده أنه يسبب تساقط الشعر على الرغم من أن هناك قناعة واسعة بأنه يتسبب به.
لم يتم إثبات ارتباط العوامل التالية بتساقط الشعر:

• غسل الشعر بالشامبو كثيراً
  صبغ الشعر
  تجعيد الشعر
  قشرة رأس
  استخدام القبعات والشعر المستعار (الباروكة).

ما هو أفضل علاج لتساقط الشعر عند النساء؟

مثلما ذكرنا سابقاً فحتى نتمكن من استخدام العلاج الأكثر فعالية لتساقط الشعر فإننا بحاجة إلى معرفة السبب الكامن وراءه. قد تنجح طريقة ما بشكل جيد مع نوع معين من تساقط الشعر لكنها قد لا تنجح بالضرورة مع نوع آخر. لذلك فإنها قد لا تفيد بل تترك فقط بعض الآثار الجانبية وتخلق مزيداً من المضاعفات. بشكل عام يمكن علاج تساقط الشعر عند النساء باستخدام الأدوية أو الوصفات غير الدوائية. ومع ذلك فإن بعض حالات تساقط الشعر لا تحتاج إلى علاج باستثناء انتظار زوال السبب الكامن وراءه مثل تساقط الشعر الناتج عن اختلال التوازن الهرموني بسبب الحمل والولادة وانقطاع الطمث أو حالات تساقط الشعر الناتجة عن الإجهاد. عادةً ما تكون هذه الحالات مؤقتة وسينمو الشعر مرة أخرى مع عودة مستويات الهرمون إلى طبيعتها أو مع تراجع التوتر العاطفي. ومع ذلك إذا لم يتوقف تساقط الشعر بعد هذه الفترة أو إذا كان ناتجاً عن أسباب أخرى فأنت بحاجة إلى استشارة الطبيب لتقديم أفضل علاج لحالتك. فيما يلي أهم العلاجات لإيقاف تساقط الشعر لدى النساء أو إبطائه، وكل منها يمكن أن يكون فعالاً لأنواع معينة من تساقط الشعر.

أدوية تساقط الشعر عند النساء

هناك أدوية لمنع تساقط الشعر عند النساء إلى حد كبير بما في ذلك المينوكسيديل (روجين) ومضادات الأندروجين والمكملات الغذائية.

المينوكسيديل:

أشارت الدراسات إلى أن المينوكسيديل – الذي تم وصفه لأول مرة كدواء لتنظيم ضغط الدم – مرتبط بنمو الشعر لدى المرضى الذين يتناولونه. وبعد فترة وجيزة تمت المصادقة على محلول مينوكسيديل عام من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدامه موضعياً كعلاج لتساقط الشعر وأصبح مستخدماً على نطاق واسع. في حين أنه عادةً ما يتم استخدام المينوكسيديل على شكل سائل أو رغوة إلا أنه يأتي أيضاً على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم ويمكن أن تكون بنفس الفعالية في إعادة نمو الشعر. يوصى عموماً باستخدام دورة علاج مدتها ستة أشهر من استخدام المينوكسيديل يومياً لتحقيق تغيير كبير في نمو الشعر. في حين وُجد أن المينوكسيديل مفيد في إعادة نمو الشعر إلا أنه قد يؤدي أيضاً إلى بعض الآثار الجانبية مثل التسبب بتهيج فروة الرأس وزيادة نمو الشعر في مناطق أخرى من الجسم غير فروة الرأس مثل الخدين أو اليد بالإضافة إلى تسريع ضربات القلب.

مضادات الأندروجين:

يحتوي الأندروجين على هرمونات ذكورية مثل هرمون التستوستيرون الذي يمكن أن يسرع من تساقط الشعر عند النساء. عادةً ما يوصف دواء مضاد للأندروجين – مثل سبيرونولاكتون (ألداكتون) – مع المينوكسيديل للنساء اللواتي لا يستجبن للمينوكسيديل. يمكن أن يكون هذا مفيداً بشكل خاص للنساء المصابات بتساقط الشعر واللواتي يعانين أيضاً من متلازمة تكيس المبايض (PCOS) بما أنه يتم إنتاج مستوى أعلى من الأندروجين في أجسامهن. يمكن أيضاً وصف حبوب منع حمل فموية للنساء اللواتي في سن الإنجاب. يمكن أن يأتي العلاج المضاد للأندروجين أيضاً مع آثار جانبية بما في ذلك زيادة الوزن والاكتئاب والتعب وفقدان الرغبة الجنسية.

مكملات الحديد:

يمكن أن تكون مكملات الحديد مفيدة جداً إذا كان نقص هذا العنصر هو سبب تساقط الشعر. وقد يكون هذا فعالاً بشكل خاص للنباتيين الذين يهملون تضمين مصدر كافٍ من الحديد في نظامهم الغذائي والذين يعانون من فقر الدم أو نزيف الحيض الغزير.

العلاجات غير الدوائية لتساقط الشعر عند النساء

يمكن علاج العديد من حالات تساقط الشعر عن طريق القضاء على السبب دون الحاجة إلى تناول الأدوية. وهناك أيضاً بعض العلاجات الأخرى غير الدوائية مثل زراعة الشعر والتي يمكن أن تساعد بشكل كبير في أنواع معينة من تساقط الشعر.

التعامل مع شعرك بشكل مختلف

بعض العادات المتعلقة بالشعر يمكن أن ترتبط بتساقط الشعر. وفيما يلي بعض الاقتراحات لعكس هذه الحالة الناتجة عن أشياء بسيطة نقوم بها أو نتجاهلها بلا مبالاة في حياتنا اليومية.

• تجنبي الاستخدام المتكرر لتسريحات الشعر المشدودة التي تشد جذور شعرك. مثلما ذكرنا سابقاً فإن بعض تسريحات الشعر مثل الكعكة والضفائر وذيل الحصان يمكن أن تلحق الضرر بشعرك وتسبب تساقطه. تجنبي أيضاً شد شعرك وفركه.
• كوني لطيفة مع شعرك عند غسله أو تمشيطه. تأكدي من استخدام فراشي شعر متباعدة الأسنان لا تشد الجذور كثيراً.
• تذكري أن الاستخدام المتكرر وغير النظامي للفافات الشعر الساخنة ومكواة تسبيل الشعر أو تجعيده وتبييض الشعر وعلاجات الزيت الساخن يمكن أن تلحق الضرر بشعرك وفروة رأسك. لذا احرصي على تجنب مثل هذه العلاجات للشعر.

الانتباه إلى نظامك الغذائي

إذا كنت تحافظين على نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك بما في ذلك الفيتامينات والمعادن فيمكنك التأكد من أنك لست عرضة لخطر تساقط الشعر المرتبط بالنظام الغذائي. تناولي مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة للتأكد من أنك لا تعانين من نقص الحديد أو الزنك أو من نقص الفيتامينات. إذ يمكن أن تؤدي بعض الأنظمة الغذائية المتطرفة أو عادات الأكل غير الصحية إلى مثل هذه النواقص والتي بدورها تسبب تساقط الشعر. يمكنك إجراء فحص واستشارة طبيبك لتحديد فيما إذا كنت بحاجة إلى تناول مكملات غذائية.

السيطرة على التوتر

يمكن أن يكون التوتر لفترات طويلة سبباً مهماً في تساقط الشعر الذي لن يتم علاجه إلا إذا سيطرت على التوتر. يمكن أن يساعد التأمل واليوجا بشكل كبير في تقليل التوتر اليومي وحتى في التحكم بالضغوط العاطفية بشكل أفضل.

ضعي في اعتبارك إجراء زراعة الشعر

عملية زراعة الشعر تتضمن استخلاص بصيلات الشعر من منطقة من فروة الرأس ذات نمو شعر صحي (المنطقة المانحة التي تكون هي مؤخرة الرأس عادةً) وزرعها في منطقة الصلع. في حين أن زراعة الشعر يمكن أن تكون حلاً فعالاً لمجموعة واسعة من مشاكل تساقط الشعر لكن قبل المضي قدماً نحو هذا الإجراء عليك التأكد من أن حالتك هي واحدة منها وأن هذه الطريقة مناسبة لك.
ولمزيد من المعلومات يمكنك الدخول إلى الروابط التالية :
زراعة الشعر: الإجراء والعيادات والصور | بلورنس
مقارنة بين طريقة الشريحة FUT وطريقة الاقتطافFUE
دليل التعافي من زراعة الشعر | بلورنس

مواجهة الأمر

مواجهة المشكلة ليست حلاً بالضبط إلا أنها يمكن أن تساعدك على إدارتها بشكل أفضل. قد تصابين بتساقط الشعر بشكل مؤقت أو طويل الأمد، وما يمكن أن يزيد الأمر سوءاً هو تأذّيك نفسياً وتحمّلك لكثير من التوتر أو لجوؤك إلى ما يسمى بأساليب خارقة إلا أنها غير علمية على الإطلاق يقدمها لك بعض المحتالين الانتهازيين الذين يستغلون حالة اليأس التي تعانين منها. اقبلي الأمر ولا تتأخري في علاج إذا كان التساقط كثيفاً إذ لا بد من زيارة الطبيب المختص وعلاج تساقط الشعر الشديد عند النساء. لن يحدث علاج تساقط الشعر بين عشية وضحاها. ويجب أن تتحلي بالصبر لأن جميع الطرق العلاجية عادة ما تستغرق وقتاً طويلاً لإحداث تغيير كبير. لذلك لا تسرِّعي تساقط شعرك من خلال الضغط الشديد على نفسك.