سبع خرافات عن عمليات إنقاص الوزن

البدانة هي أكثر من حالة مرتبطة بالوزن. فهي يمكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم مما يتسبب بالعديد من المضاعفات التي تهدد الحياة وبخفض نوعية الحياة وتقصير العمر. بشكل عام قد تنتج البدانة عن عدم التوازن في تناول السعرات الحرارية واستهلاكها. وبعبارة أخرى فإنها تحدث عندما تكون كمية السعرات الحرارية المحروقة أقل بكثير من الكمية التي يتم تناولها. وقد تكون هذه الحالة ناتجة عن اضطراب في الأكل يؤدي إلى الإفراط بتناول الطعام.

ومع ذلك فإن تغيرات الاستقلاب تؤدي في كثير من الحالات إلى ظهور حالة طبية معقدة تجعل فقدان الوزن شبه مستحيل. وفي مثل هذه الحالات لا ينجح مجرد ممارسة الرياضة والنظام الغذائي في إنقاص الوزن كثيراً. لذلك لتقليل مخاطر حدوث العديد من المضاعفات فإنه يُنصح بإجراء عملية إنقاص الوزن ليس كحل تجميلي يؤدي إلى تصغير قياسك فحسب بل لإنقاذ الأرواح من العديد من المضاعفات والأمراض التي تهدد الحياة والتي تسببها البدانة ببساطة. في حين أن العديد من الأشخاص يعانون من البدانة ويكونون مؤهلين لبعض أنواع عمليات البدانة إلا أن جزءاً صغيراً منهم فقط يخضع للعملية. من المهم تمييز الخرافات عن الحقائق قبل الخضوع لعملية البدانة.

قد يكون هذا ناتجاً عن بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة على نطاق واسع حول مثل هذه العمليات الجراحية. بادئ ذي بدء يشعر كثير من الناس بالذنب بشأن البدانة ويلومون أنفسهم ببساطة لعدم قدرتهم على السيطرة على عاداتهم الغذائية. فهم يعتقدون أنه ينبغي عليهم أن يشعروا بالمسؤولية عن إصابتهم بالسمنة، ولذلك فإن عليهم أن يفقدوا الوزن بأنفسهم. ومع ذلك فإن ما لا يأخذونه بعين الاعتبار – مثلما ذكرنا أعلاه – أن هذه ليست هي الحال دائماً. فعدم التوازن قد يكون اضطراباً في الاستقلاب لا يؤدي معه تناول كميات أقل من الطعام وممارسة مزيد من التمارين الرياضية إلى إحداث تغيير كبير. ومع ذلك عندما تتعرض صحة الشخص للتهديد بسبب البدانة فإنه لا بد من فقدان قدر هائل من الوزن خلال وقت قصير، ولا يمكن تحقيق هذا عن طريق النظام الغذائي وممارسة الرياضة فقط. لكن الخرافات والمفاهيم الخاطئة لا تتوقف عند هذا الحد. لذا دعونا نتعرف على بعض الخرافات الشائعة عن عمليات إنقاص الوزن ونرى سبب كونها خاطئة.

1. عملية البدانة خطيرة جداً

في حين أن أية عملية جراحية – وخاصةً تلك التي تتضمن التخدير – تنطوي على مخاطر فإن عمليات البدانة هي من بين أكثر العمليات أماناً. في الواقع فإن مخاطر عمليات البدانة أقل حتى من العديد من العمليات الجراحية الشائعة مثل استئصال المرارة.

 ومع ذلك فعند مقارنتك لإيجابيات وسلبيات الخضوع لعملية إنقاص الوزن سيتضح لك أن الفوائد تفوق الجوانب السلبية المحتملة بكثير. ففقدان الوزن يقلل كثيراً من خطر الإصابة بالأمراض التي تهدد الحياة مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وبالإضافة إلى ذلك فقد أظهرت الدراسات انخفاضاً بنسبة 90% في الوفيات المبكرة لدى الأشخاص البدناء الذين يخضعون لعملية التخلص من البدانة، وهو أمر لا يمكنك تجاهله.

2. الوزن الذي تتم خسارته سيعود قريباً

لو كانت هذه الخرافة صحيحة فستكون العملية بأكملها عديمة المعنى ومضيعة كاملة للوقت والمال. إذاً لماذا يوصي الأطباء بشدة بإجراء عملية التخلص من السمنة للأشخاص الذين يعانون من البدانة؟

الحقيقة هي أن معظم فقدان الوزن يحدث في السنة الأولى وعادةً في غضون 8 أشهر إلى 12 شهراً بعد العملية حيث يفقد المرضى بين 25 و50 كيلوجراماً بغض النظر عن عاداتهم الغذائية. ومع ذلك فإن الآثار الهرمونية للعملية ستقل بمرور الوقت. لذلك إذا كان لديك نمط حياة خامل مع التزامك بعادات غير صحية من حيث الإفراط في تناول الطعام فإن فقدان الوزن يتوقف ومن المرجح أن تتم استعادة الكثير منه. حوالي 30% من الأشخاص الذين خضعوا للعملية يستعيدون في السنوات الخمس الأولى مقداراً كبيراً من الوزن الذي فقدوه. ومع ذلك بحسب الدراسات في هذا المجال فإن 70% منهم يحافظون على فقدان الوزن حتى بعد 10 سنوات من العملية، وهذا يؤكد الآثار طويلة الأمد لعملية إنقاص الوزن لدى غالبية المرضى وخاصةً بالمقارنة مع أولئك الذين يفقدون الوزن دون حلول جراحية.

عملية علاج البدانة هي بداية سريعة. والالتزام بنمط حياة صحي هو دورك فيها.

3. عملية إنقاص الوزن هي العلاج الدائم للبدانة

نكرر أن هذا ليس صحيحاً. فعملية إنقاص الوزن هي فرصة رائعة ومحفزة للقتال توفر لك بداية رائعة من خلال إجراء تغيير في جهازك الهضمي مما يساعدك على إنقاص عشرات الكيلوجرامات خلال وقت قصير، وهو أمر شبه مستحيل بالطرق الأخرى. ومع ذلك فإن البقاء على المسار الصحيح يعتمد إلى حد كبير على اختياراتك. فالبدانة هي في الأساس نتيجة عادات الأكل السيئة. وإذا بدأت بالإفراط في تناول الطعام بعد عملية علاج البدانة فإن مواجهتك للبدانة مرةً أخرى هي أمر محتمل جداً. وبالإضافة إلى ذلك فإن البدانة يمكن أن تكون أكثر خطورة على صحتك لأنها قد تفرض المزيد من المخاطر على العضو الذي تعرض للتغيير. ”متلازمة الإغراق“ هي إحدى المضاعفات التي قد تحدث بعد العملية في حالة دخول الكثير من الطعام إلى الأمعاء في وقت قصير جداً مما قد يؤدي إلى القيء والدوار.

لذلك إذا أردت مساعدة نفسك والاستمتاع بأكبر فوائد ممكنة من هذه العملية فأنت بحاجة أيضاً إلى إجراء تغيير في نمط حياتك من خلال تناول طعام صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم. آثار عملية إنقاص الوزن دائمة طوال التزامك بنمط حياة صحي.

مزيد من القراءة: لنبدأ يومنا بشكل صحيح: وجبة فطور صحية ونظام غذائي فعال لفقدان الوزن واللياقة البدنية.

4. عملية إنقاص الوزن هي للأشخاص الكسالى

بالتاكيد لا. فالسمنة – كما ذكرنا سابقاً – هي في كثير من الحالات مرض معقد ينطوي على اضطرابات في الاستقلاب لا يمكن السيطرة عليها بمجرد اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة. ومع ذلك فإن عملية إنقاص الوزن هي نقطة تحول لتغيير عاداتك على أية حال. وتغيير نمط الحياة ليس شيئاً يستطيع الشخص الكسول تحمله. لذلك إذا التزم الناس بهذه التغييرات الجديدة فهذا يعني أنهم مصممون على بدء حياة صحية أكثر، وهي بالتأكيد لا تبدو كسولة بالنسبة لي.

5. عملية إنقاص الوزن هي الملاذ الأخير

على عكس هذا المفهوم الخاطئ فإن اعتبار عملية السمنة أحد الملاذات الأولى هو أمر مفيد حقاً. وكلما أسرعت بالقيام بها كانت النتائج التي تتحقق لك أفضل. في حين أن مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 لديك يجعلك من المؤهلين لمثل هذه العمليات الجراحية فإن مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 40 يعني أنه يجب عليك التفكير بجدية بإجرائها. بحسب لجنة الخبراء في المعاهد الوطنية للصحة (NIH) يكاد يستحيل على الأشخاص الذين يعانون من البدانة فقدان الوزن على المدى الطويل دون الخضوع لعملية جراحية لعلاج البدانة. ولذلك فإن تأخير العملية واعتبارها كملاذ أخير لن يؤدي إلا إلى منح بدانتك مزيداً من الوقت لمواصلة النمو مما يؤدي إلى ظهور أمراض أخرى مثل مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية وتخريب نوعية حياتك.

في الواقع فإن كثيراً من الأشخاص الذين خضعوا للعملية قد أعربوا عن أمنيتهم لو أنهم خضعوا لها عاجلاً. وبالإضافة إلى ذلك فإن نتائج عملية إنقاص الوزن تكون أكثر دراماتيكية لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أخفض. لذلك يتم اختيار أفضل عملية إنقاص وزن بالنسبة لك بناءً على مؤشر كتلة الجسم الخاص بك.

6. عليك التوقف عن إنجاب الأطفال إذا خضعت لعملية علاج البدانة

علي أن أذكرك أولاً أن اضطراب الخصوبة هو أحد المضاعفات التي تسببها البدانة. وفقدان الوزن يزيد كثيراً من معدل الخصوبة وكذلك يزيد مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال. لذلك إذا أوصي بإنقاص الوزن كحل لمشاكل العقم الناتجة عن البدانة فسيكون من غير المنطقي تماماً أن نقول وداعاً لحلم إنجاب طفل بعد إجراء عملية إنقاص الوزن. ومع ذلك يُنصح بتجنب الحمل في أول عامين بعد العملية حين يكون الهدف الكامل من العملية هو زيادة فقدان الوزن تماماً عكس ما هو مقصود أثناء الحمل. يواجه العديد من الأشخاص مرحلة استقرار في الوزن بعد عامين. وعندها سيكون الوقت المناسب عند الرغبة بالحمل.

ومع ذلك فإن استشارة طبيبك ستساعدك على اتباع الخطة والتوقيت الأكثر أماناً والأفضل بالنسبة لك بالنظر إلى وضعك الخاص.

تعرف على أفضل أطباء التخلص من البدانة.

7. عمليات إنقاص الوزن تترك ندبات كبيرة

ربما كان هذا صحيحاً جزئياً في الماضي. ومع ذلك فقد أدت التطورات التكنولوجية العظيمة إلى ظهور تقنيات حديثة لديها الحد الأدنى من الندبات وفقدان الدم كما أنها تحتاج أيضاً إلى فترة نقاهة قصيرة جداً بعد ذلك.

عملية ثقب الدبوس والمعروفة أيضاً باسم الجراحة بالمنظار حلت الآن محل الجراحة المفتوحة التي كانت تترك ندوباً كبيرة وكانت أكثر إيلاماً. لذلك إذا كانت عملية إنقاص الوزن تناسبك فلا ينبغي أن تكون الندوب مصدر قلق بالنسبة لك.

الجراحة المفتوحة تتضمن شقوقاً وفتحات طويلة b. الجراحة بالمنظار تستخدم ثقوباً.

الكلمة الأخيرة

كان هذا كل شيء عن الخرافات السبع التي تضلل العديد من المرشحين لعملية التخلص من البدانة. والآن بعد أن تعرفت على كل شيء عنها فإنه يمكنك اتخاذ قرار مستنير بشأن خياراتك. ربما ذكرنا هذا مرات عديدة إلا أننا سنعيده للمرة الأخيرة؛ عملية إنقاص الوزن حل رائع للأشخاص الذين يريدون فقدان قدر كبير من الوزن ويحتاجون إلى هذا. لكن من أجل الحفاظ على فقدان الوزن هذا طوال حياتك وجني فوائد آثاره على المدى الطويل فإنه ينبغي عليك اتخاذ خيارات صحية والالتزام بنمط حياة صحي أكثر.