سواء كانت لديك رغبة بالتخلص من الدهون العنيدة في البطن والوركين والفخذين أو بإعادة بناء جسمك بعد فقدان الوزن بشكل كبير والحمل والولادة فقد يكون خيارك هو اللجوء إلى عمليات التجميل لنحت جسمك بشكل لا يمكن تحقيقه من خلال الحمية وممارسة الرياضة. لكن منذ بدئك للبحث عن العملية الجراحية المناسبة لك ستظهر لك الكثير من الخيارات التي قد تلبي احتياجاتك مما يشعرك بالضياع وبصعوبة الاختيار فيما بينها. وعند الخوض أعمق قليلاً فمن المحتمل أن يظهر لك أن الإجراءين الأكثر صلة بهواجسك هما شفط الدهون وشد البطن، وهنا يُطرح السؤال أيهما أنسب لك. حسناً لديك كل الحق في الارتباك بينهما. إذ يبدو أن شفط الدهون وشد البطن يؤديان إلى نتائج مماثلة.

إذاً بماذا يختلفان عن بعضهما بعضاً؟

شفط الدهون مقابل شد البطن

كلٌّ من شفط الدهون وشد البطن إجراء تجميلي يتم الخضوع له للحصول على منطقة وسط منحوتة مع معدة مسطحة أكثر. ومع هذا فهما مختلفان عن بعضهما في العديد من الجوانب بما في ذلك كيفية الإجراء وفترة النقاهة والمخاطر والمضاعفات والأهم من ذلك الهدف والنتائج التي يقدمانها. لذا فإن إلقاء نظرة على هذه الاختلافات ومعرفة معلومات عن عمليات شفط الدهون وشد البطن يساعدانك في تحديد أيهما أفضل بالنسبة لك.

• الهدف

قد يكون هذا هو الاختلاف الأهم والذي يساعدك على معرفة الإجراء الذي سيلبي احتياجاتك على أفضل وجه. فمن خلال فهم الغرض من كل إجراء يمكنك تحديد مدى تطابقهما مع أهدافك وتوقعاتك.

• شفط الدهون

يتم إجراء شفط الدهون لتحسين وتحديد شكل جسمك عن طريق إزالة الدهون الموضعية الزائدة ليس فقط من منطقة البطن بل تقريباً من جميع أجزاء الجسم التي تحتوي على دهون مزعجة بما في ذلك الفخذين والأرداف والوركين والخواصر وبطتي الساق والذراعين والذقن والرقبة. شفط دهون البطن هو أحد أكثر عمليات شفط الدهون شيوعاً، وينتج عنه بطن أكثر تسطحاً. ومع ذلك فهو ليس حلاً لترهلات الجلد التي قد تنتج عن الشيخوخة أو الإنجاب أو فقدان الوزن المفرط لأنه يزيل الدهون فقط.

• شد البطن

أولاً وقبل كل شيء فإن شد البطن يتعامل مع البطن فقط، وهو عملية تجميل لتحسين شكل البطن. لذلك إن رغبت أيضاً بإجراء تغيير في أجزاء أخرى من جسمك فهذا الإجراء ليس مناسباً لك أو قد يكون عليك الخضوع أيضاً لشفط الدهون من مناطق أخرى. تهدف عملية شد البطن إلى نحت البطن عن طريق إزالة الأنسجة الدهنية والجلد الزائد مما يوفر لك معدة مشدودة ومسطحة ومتناسقة لا يمكن تحقيقها عن طريق شفط الدهون.

يمكن أن يؤدي شد البطن أيضاً إلى مظهر أنحف للخصر، وهذا ما يُعتبر عادةً عنصراً مهماً في جمال الجسم لدى النساء.

• الإجراء

يتم إجراء شفط الدهون تحت التخدير الموضعي من خلال شقوق صغيرة جداً بحدود ربع بوصة (أي حوالي نصف سنتيمتر) يتم من خلالها شفط الدهون من الجسم باستخدام الكانيولا. وبالمقابل تتطلب عملية شد البطن تخديراً عاماً وإجراء شق أكبر بكثير يمتد من الورك إلى الورك وربما أيضاً حول السرة في حالة الحاجة إلى إعادة توضيعها. وبعد ذلك تتم إزالة الأنسجة الزائدة بما في ذلك الدهون والجلد من خلال الفتحة التي يتم عملها في أسفل البطن.

• النقاهة

يمكنك توقُّع فترة نقاهة أقصر وأكثر سلاسة بعد شفط الدهون على اعتبار أنه إجراء طفيف التوغل. فمن المحتمل أن يكون بإمكانك العودة إلى العمل والأنشطة العادية بعد يومين إلى 3 أيام من العملية. ومع ذلك ما يزال يُنصح بالابتعاد عن الأنشطة الشاقة لمدة أسبوعين تقريباً. قد تظهر لديك درجة معينة من التورم والكدمات والألم البسيط والانزعاج والنزيف. لكن هذه الآثار الجانبية ستهدأ إلى حد كبير وتختفي تقريباً في غضون أسبوعين.

في الوضع الطبيعي ينبغي توقع فترة نقاهة أطول وأكثر تعقيداً بعد شد البطن الذي هو إجراء أكثر تعقيداً وتوغلاً بالمقارنة مع شفط الدهون. وعليك الاستعداد للابتعاد عن العمل والأنشطة الأخرى لمدة أسبوعين تقريباً سينتابك خلالها شعور بألم وتقرح في منطقة الجرح وكدمات وتورم. كما سيكون عليك العناية بندبات شد البطن أيضاً. سيلزمك أيضاً الطلب من أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء بالبقاء معك لرعايتك على الأقل في الأيام القليلة الأولى إن لم يكن لأسبوعين كاملين. كما ينبغي تجنب الأنشطة الشاقة ورفع الأشياء الثقيلة وممارسة الجنس لمدة شهر على الأقل بعد العملية.

• النتيجة

في حين أن ظهور النتيجة النهائية لعملية شد البطن يحتاج إلى زمن أطول بكثير مما يحتاجه شفط الدهون إلا أن النتائج عادةً ما تمتد لفترة أطول أيضاً. إذ تظهر النتيجة الحقيقية لعملية شد البطن عندما ينحسر التورم، وهذا قد يستغرق ما يصل إلى 6 أشهر. لكن بعد ذلك يمكنك الاستمتاع ببطن مسطح وثابت ومستقر لفترة طويلة.

تظهر نتائج شفط الدهون أسرع بكثير، أي في غضون أسبوعين، وهي واعدة جداً. ومع ذلك فإن هناك احتمالاً لأن تعود الكتل الدهنية في غضون سنة أو سنتين.

• المخاطر والآثار الجانبية

تترافق كل العمليات الجراحية مع بعض المخاطر والمضاعفات، وعمليات شد البطن وشفط الدهون ليست استثناء من هذا. ومع ذلك فمن الأفضل دائماً استشارة طبيبك ومناقشة تاريخك الطبي بدقة لمنع المخاطر والمضاعفات.

قد يترافق شفط الدهون مع رد فعل للتخدير وخطر الإصابة بالإنتان والورم المصلي وعدم انتظام محيط الجسم وتلف الأنسجة المحيطة والانصمام الدهني. لكن هذه المضاعفات نادراً ما تحدث.

بعض المضاعفات المذكورة أعلاه هي أيضاً مخاطر محتملة لعملية شد البطن مثل رد الفعل على التخدير والإنتان والورم المصلي. والمضاعفات المحتملة الأخرى لعملية شد البطن تشمل ضعف التئام الجروح والنخر والورم الدموي.

كيف أتخذ القرار النهائي؟

إذا كانت رغبتك هي إعادة تشكيل جزء من الجسم غير بطنك فيجب عليك إجراء عملية شفط الدهون لأنها قد تغطي العديد من المناطق. لكن ماذا لو كانت رغبتك هي تحسين مظهر بطنك فحسب؟

إذا كان لديك جلد مشدود لكن هناك تكتلات دهون في بطنك فسيكون الخيار الأسهل هو إجراء شفط الدهون، وهو إجراء أكثر سلاسة وأقل تكلفة مع نتائج أسرع وفترة نقاهة أقصر.

ومع ذلك إذا كان الجلد المترهل حول معدتك يزعجك وكانت لديك رغبة شديدة بالتخلص منه ومن الأنسجة الدهنية أيضاً فإن عملية شد البطن تناسبك. قد يترتب عليك إنفاق المزيد من المال والانتظار لفترة أطول قليلاً حتى تظهر النتائج النهائية لكن النتيجة تستحق العناء بالفعل.

ومع هذا فإننا نوصيك في النهاية باستشارة طبيبك للعثور على أفضل خيار حسب ظروفك واحتياجاتك وتوقعاتك.