تم نشره في 8 مارس 2024
أسباب وعلاج رائحة الفم الكريهة
- بقلمفريق المحتوى الطبي
- تمت مراجعته طبياً من قِبلد. سابين كولهانيك
تم التحقق من الحقيقة
رائحة الفم الكريهة ليست مزحة. فرغم أنها قد تبدو شائعة إلا أنها ليست شيئاً يتم تناوله بشكل جيد والتسامح معه من قبل العديد من الأشخاص. حيث يمكن لرائحة الفم الكريهة أن تؤثر سلباً على العلاقات الشخصية أو الاجتماعية مما يؤدي بالتالي إلى تدمير احترام الذات والتسبب بالقلق والإحراج والعزلة. وبالإضافة لذلك فإن رائحة الفم الكريهة يمكن أن تكون مؤشراً على وجود مرض كامن. لهذا من المهم جداً علاج رائحة الفم الكريهة من الجذور لمنع تقدم المشاكل الصحية والآثار النفسية الناتجة عنها.
الخبر السار هو أنه يمكن معرفة أسباب رائحة الفم الكريهة دائماً، وعادةً ما تكون إدارتها أمراً سهلاً جداً. بشكل عام تنتج رائحة الفم الكريهة عن تراكم البكتيريا في الفم، وهي ترتبط في معظم الحالات بسوء نظافة الفم. ومع ذلك فإن هناك أيضاً عوامل أخرى تساهم في هذه الحالة.
دعونا نناقش كافة الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة بدقة لتشكيل فكرة أفضل عن كيفية علاج هذه الأسباب والتخلص من رائحة الفم الكريهة نهائياً.
أهم أسباب ظهور رائحة الفم الكريهة
إذا أردنا تحليل رائحة الفم الكريهة فإنه يمكن القول إنها غالباً ما ترتبط بمشاكل الأسنان وبأمراض معينة وبما نأكله ونشربه وكذلك بجفاف الفم.
اكتشف أكثر أسباب رائحة الفم الكريهة شيوعاً:
- نظافة الفم السيئة
- تراكم البكتيريا على اللسان
- الفم الجاف
- مرض في اللثة
- تسوس الأسنان
- التهابات الجيوب الأنفية أو الجهاز التنفسي
- بعض الأطعمة والمشروبات
- تعاطي التبغ
- حالات طبية (مثل داء السكري وأمراض الكبد وغيرها)
نظافة الفم السيئة
يمكن أن يكون السبب الرئيسي لرائحة الفم المحرجة هو عدم اتباع أساسيات روتين الصحة الفموية والذي يتضمن التنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط ومضمضة الفم.
نظافة الفم السيئة تسمح لجزيئات الطعام بالبقاء بين الأسنان وفي الفم مما يوفر فضاءً غنياً لاستضافة البكتيريا. وتراكم البكتيريا وانتشارها في الفم يؤديان إلى ظهور رائحة الفم الكريهة وخاصةً عند الاستيقاظ.
أولئك الذين يتجاهلون تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام ينتهي بهم الأمر إلى ظهور طبقة جير الأسنان أو البلاك لديهم، وهي طبقة بيولوجية من البكتيريا تعيش على الأسنان ويمكن أن تتطور أيضاً تحت اللثة وتتلف الأسنان واللثة وتهيجهما وتتسبب في رائحة فم كريهة مستمرة ومزمنة.
الطعام والشراب
يمكن أن يكون الطعام والشراب مصدراً آخر لرائحة الفم الكريهة. ففي حين أن بعض التوابل والخضروات مثل الثوم والبصل مفيدة للغاية إلا أنها يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة بشكل مؤقت. فالرائحة الكريهة الناتجة عن تناول البصل أو الثوم تبدأ فور تناولهما ويمكن أن تستمر طوال الليل وحتى يومين. وذلك لأنه يتم إنتاج بعض المركبات المحتوية على الكبريت وإطلاقها عند تناول اللقمة الأولى ويتم إطلاق بعضها الآخر حتى بعد هضم هذه الأطعمة. كما يمكن للمواد الكيميائية الكبريتية أن تجد طريقها إلى الرئتين من خلال مجرى الدم وتسبب رائحة الفم الكريهة.
أطعمة يجب تجنبها لعلاج رائحة الفم الكريهة:
- الثوم والبصل: تحتوي هذه التوابل الشعبية على مركبات الكبريت التي يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة المؤقتة.
- الأطعمة السكرية: تناول الأطعمة السكرية يعزز نمو البكتيريا في الفم ويمكن أن يؤدي إلى رائحة حامضة.
- منتجات الألبان: بعض منتجات الألبان مثل الحليب والجبن يمكن أن تساهم في رائحة الفم الكريهة بسبب محتواها الغي بالبروتين والدهون.
- الأطعمة الحارة: التوابل مثل الكاري والفلفل الحار والبهارات القوية يمكن أن تترك رائحة ثابتة في الفم.
- القهوة والكحول: يمكن لهذه المشروبات أن تمنع إنتاج اللعاب مما يسمح للبكتيريا بالنمو والمساهمة في رائحة الفم الكريهة.
- الأسماك والمأكولات البحرية: يمكن أن تترك أنواع معينة من الأسماك والمأكولات البحرية رائحة كريهة في الفم وخاصةً عند تناولها بكميات كبيرة.
- الأطعمة الحمضية: الأطعمة الحمضية مثل الحمضيات والطماطم والأطعمة التي تحتوي على الخل يمكن أن تخلق بيئة تعزز نمو البكتيريا المسببة للرائحة.
- الأطعمة المصنعة: الأطعمة المصنعة مثل الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة المعلبة يمكن أن تساهم في رائحة الفم الكريهة بسبب محتواها الغني بالسكر والمكونات الاصطناعية.
ومع ذلك فإن هذه الخضار ذات الرائحة الكريهة ليست هي الأطعمة الوحيدة التي تؤثر على رائحة نفسك. فالأطعمة السكرية هي سبب آخر لرائحة الفم الكريهة لأنها تغذي البكتيريا الموجودة بالفعل وتجعل رائحة حامضة تنبعث من فمك.
بإمكان مشروبات مثل القهوة والكحول أن تزيد من الرائحة الكريهة من خلال تثبيط إفراز اللعاب مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا. حيث أن مادة التانين الموجودة في مثل هذه المشروبات ترتبط ببروتين موجود في اللعاب وتعمل على منع إنتاجه.
الفم الجاف
بشكل عام فإن جفاف الفم يعني مزيداً من البكتيريا المنتجة للكبريت ورائحة كريهة في الفم. حيث يعمل اللعاب على تنظيف الفم والتخلص من جزيئات الطعام العالقة فيه ويعمل بالتالي على تقليل عدد البكتيريا ويمنع رائحة الفم الكريهة صباحاً بشكل خاص.
قد يكون النوم وفمك مفتوحاً هو سبب جفاف الفم لديك. ومع ذلك قد تساهم مشاكل الغدد اللعابية أو أمراض معينة في تقليل إفراز اللعاب وجفاف الفم.
الحالات الطبية والأمراض
قد تنتج رائحة الفم الكريهة عن حالات طبية معينة في الفم والأنف والحنجرة مثل الإنتان أو الالتهاب.
كيفية التخلص من رائحة الفم الكريهة
بما أن الأسباب الكامنة وراء رائحة الفم الكريهة قد تختلف من شخص لآخر فمن الأفضل الانتباه إلى سببها حتى يكون بالإمكان علاجها بالطريقة الصحيحة. فيما يلي بعض أكثر الطرق فعالية للوقاية من رائحة الفم الكريهة أو علاجها والتي تنجح مع معظم الأشخاص.
نصائح لنفس منعش
- تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين في اليوم
- تنظيف لسانك بانتظام
- استخدام غسول الفم
- الحفاظ على رطوبة جسمك لتجنب جفاف الفم
- مضغ علكة خالية من السكر
- تجنب منتجات التبغ
- الحد من استهلاك الأطعمة والمشروبات المسببة للرائحة
- زيارة طبيب أسنانك بانتظام
- علاج حالات الأسنان أو الحالات الطبية الكامنة
بالنسبة لأولئك الذين تكون رائحة الفم الكريهة لديهم نتيجة مباشرة لتراكم البكتيريا في الفم فإن التنظيف المنتظم للفم يمكن أن يصنع المعجزات.
من السهل جداً التخلص من البكتيريا والاستمتاع برائحة نفس منعشة. عليك التأكد من إزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان عن طريق غسل فمك بالماء (المضمضة) وتنظيف أسنانك بالخيط وتنظيف أسنانك بالفرشاة من مختلف الزوايا. عليك الانتباه أيضاً إلى أنه من المهم تنظيف لسانك بالفرشاة لأن البكتيريا تتراكم عليه أيضاً. كما يمكنك أيضاً استخدام غسول الفم لشطف فمك لمدة دقيقة واحدة تقريباً في كل مرة لاستعادة رائحة نفسك المنعشة ثانيةً. إن اتباع هذا الروتين يمكن أن يقضي على غالبية البكتيريا في الفم ويضمن لك التخلص من رائحة الفم الكريهة بسرعة.
يجب على أولئك الذين يضعون أطقم الأسنان أيضاً أن ينظفوا أطقم أسنانهم الصناعية وفمهم بانتظام وإلا فإنها تشكل مرتعاً مثالياً للبكتيريا المنتجة للرائحة. ومع ذلك فإن عليك أن تجعل هذا الأمر عادةً لديك وأن تقوم به بانتظام، ويفضل أن يكون ذلك مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. وإلا فإنه قد لا يفيدك إلا بشكل مؤقت في أحسن الأحوال.
تجدر الإشارة إلى أنه يجب استبدال فرشاة أسنانك بفرشاة جديدة كل 3 إلى 4 أشهر. حيث يمكن أن تكون فرشاة الأسنان القديمة مكاناً مريحاً لاختباء البكتيريا فيه.
معالجة أمراض الأسنان أو اللثة
بالنظر إلى حقيقة أن الرائحة الكريهة للفم يمكن أن تكون ناتجة عن أمراض والتهاب اللثة أو بعض مشاكل الأسنان فمن المهم أن نأخذ وقتاً لعلاج هذه الحالات. حيث تتسبب أمراض اللثة بتراجع اللثة وتأمين مساحة لتتراكم البكتيريا فيها. يمكنك زيارة أخصائي اللثة لفحص لثتك ومعالجتها إذا لزم الأمر.
يمكن أن تؤدي مشاكل الأسنان الأخرى إلى رائحة الفم الكريهة أيضاً. لذلك يجب عليك زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات وعلاج مشاكل اللثة والأسنان التي لديك. فهذا لا يضمن صحة أسنانك فحسب، بل يخلصك أيضاً من الرائحة الكريهة التي تنفر أصدقاءك منك.
الانتباه إلى طعامك وشرابك
في حين أن بعض الأطعمة مثل الثوم والبصل مفيدة جداً لصحتك عبر وقايتك من العديد من الأمراض ومكافحتها إلا أن الرائحة الكريهة المؤقتة الناتجة عنها يمكن أن تكون مزعجة في العديد من المواقف. من الأفضل تجنب هذه الأطعمة وكذلك الأطعمة الغنية بالتوابل إذا كان لديك اجتماع مهم أو كان عليك الذهاب إلى موعد في غضون يوم أو يومين. ومع ذلك في حال نسيانك هذا أو عدم قدرتك على تجنب هذه الأطعمة فيمكنك إخفاء الرائحة وتقليلها إلى حد ما. حيث أن تنظيف فمك يساعدك دائماً. عليك استخدام غسول الفم بالإضافة إلى تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط. كما أن تناول الفواكه الطازجة مثل التفاح والخوخ والعنب والكرز يمكن أن يساعدك أيضاً في التخلص من روائح الثوم والبصل الكريهة. يمكنك أيضاً إنعاش رائحة نفسك من خلال تحفيز إنتاج اللعاب عبر مضغ علكة بنكهة القرفة أو النعناع.
إدارة جفاف الفم
هناك طرق لإدارة جفاف الفم وعلاجه ومنع تفاقمه:
- يمكن أن يكون الإقلاع عن منتجات التبغ والقهوة والكحول أو تقليل استخدامها خطوةً رائعة في علاج جفاف الفم.
- يمكنك أيضاً تحفيز تدفق اللعاب وتحسين جفاف الفم من خلال أشياء بسيطة.
- عليك زيادة تناول السوائل عن طريق شرب الماء أو المشروبات الخالية من السكر. كما أن مص مكعب ثلج يمكن أن يساعد أيضاً بالإضافة إلى مص حلوى صلبة خالية من السكر أو مضغ العلكة. وكذلك فإن استخدام مرطب ليلاً قد يكون فعالاً أيضاً.
- قد يكون من المناسب أيضاً مراجعة دكتور أذن وأنف وحنجرة بحثاً عن حالات مثل النوم بفم مفتوح أو حالات جفاف الفم المزمنة التي يمكن علاجها من خلال تناول أدوية محددة تُستخدم لتسهيل تدفق اللعاب.
إدارة أمراض الأنف والفم
مثلما أشرنا سابقاً فإن بعض الإنتانات والالتهابات في الجيوب الأنفية والحلق يمكن أن تكون من أسباب رائحة الفم الكريهة رغم غسل الأسنان. لذلك من الواضح أن معالجة مثل هذه المشاكل يمكن أن ينعش أنفاسك ويخلصك من رائحة الفم الكريهة. ففي كثير من الحالات يمكن أن يساعدك إجراء عملية جراحية بسيطة مثل استئصال اللوزتين في التخلص من هذه المشاكل.